لم يخبُ ضوءُ عينيها العسليّتين بعدَ وفاةِ زوجها الأول في حضنِها في شهر العسل ، لم يخبُ هذا الضوءُ بعد موتِ زوجها الثاني مطعونًا بالسّكين إثرَ مشاجرةٍ اشتعلت في السوق بسبب كلمات الغزل التي قيلت في عينيها من هنا ، من هناك .
ما زالت " فايزة " كما هي ، عينان عسليَّتان واسعتان ضاحكتان...
• وقفنَا في إعياءٍ على بابِ بيت ِ المُغتربات الذي اقترحه المسئولون كاستراحة قبل ذهابنا مُشاركاتٍ في مؤتمر " الاحتفاء بمظاهر الاستقرارِ العربي في الألفية الثالثة " .
أمسكنا حقائبَ السفرِ بيدٍ و برنامجَ المؤتمرِ باليدِ الأخرى : حفلٌ افتتاحي مهيبٌ يحضرهُ كبارِ الشخصياتِ ، كلمات كبار...
• أخرجت الجدَّةُ من صدرها علبتها الصفيح الصغيرة الملأى بالتبغ ، أخرجتْ من ( جِزْلَانها ) الكبير علبة الصفيح الثانية الملأى بورق ( البَفْرَة ) ، بدأتْ تلفُّ سجائرها في صمتٍ مهموم ..
كان من المألوف في الصعيد أن ْ تتصدر النساءُ مجالسَ الرجال وتجمعاتِهم ، وأن تشدّ دخان ( الجوزة ) وتلف السجائر...
•* يطالعُنا الفعل الأول في حركة السرد – في بعض مواضع هذه الرواية الشعرية - بصفة انبثاقية - حيثُ تتولدُ منه مجموعة من الأفعال المتوالية التي تبدو وكأنّها استجابةٌ له . وتشيعُ هذه الكيفية في المناطق السردية التي يصفُ فيها الأبنودي حركة التفاعل بين فلّاح أبنود وأرضه ؛ حيثُ يبدو فعل الحرث والزرع -...
* أيها الحُلمُ المؤجلْ :
قُمْ ...ترجَّلْ ...
لم يعد في الروحِ روحٌ لاقتيادِ الراحلةْ ...
الجوقة :
هي ذابلة ...
هي ذابلةْ ...
لا ، لم تعد تشدو انتشاءً
مذ أتاها الحُلمُ ميتًا
من جنونِ القابلةْ ...!!
- يا أيها الحُلمُ المُسوَّر :
قُمْ ...تبخّرْ
قمْ ...تشذَّرْ
ذات آاااه سوف أعبرُ
فوقَ زند قد تحجَّرْ...
لم تكن الحداثة حركة فردية أو مذهبية ضيقة النطاق ، بل كانت حركة تاريخية تراكمية أدت إليها تحولات جذرية شاملة على مختلف الأصعدة في المجتمع الغربي.
بدأت هذه التراكمات حراكها منذ العصور الوسطى ، أمّا عصرُ النهضة فقد حمل تغييراتٍ جذرية بانتقال المجتمع الغربي من المرحلة الزراعية إلى المرحلة المدنية...