أيُّ عزاءٍ
أيُّها الثورُ الأرضيُّ
دعكَ منَ الحلمِ
مثلكَ لا يجبُ أن يحلمَ
مثلكَ لا يجبُ أن يعلمَ
سترسلُ لك الآلهةُ امرأةً
تعلمكَ الجنسَ والحبَّ
وشيئًا من فنِّ التقبيل
لتمشيَ على اثنينِ
ولكن تذكرْ دائمًا
أنتَ الرجلُ الثاني...
أنت الشيءُ الثاني
وأنت المقتولُ الأوّل
هكذا... ببساطة
لك القوةُ الرهيبة...
نشمُّها كالروائح
لكننا لا نلمسُها
تهربُ بعيدا عنا
لكنها تهطلُ دون موعدٍ
وتسقطُ خلفَ قرانا الميتات
مودّعةً بحشرجاتِ أدعيتنا
عطاياها مختبئة كالإله
والإلهُ ماءٌ مسحور
أحيانا يأتي عذبا
ويأتي مالحا في أحايين أخرى
وقد ذابت فيه مارجاتُ الجان
وتنقعتْ به جلودُ الشياطين
تنفرطُ من بين أيادينا الأيام...
في إحدى الأماسي في أبوظبي وكنت حاضرا هناك في المجمع الثقافي، حضر الشاعر الكبير أدونيس، وسأله أحد الحاضرين عن أهم شاعر في العصر الحديث، فأجاب أن السياب هو الأهم على الأطلاق، وفي استفتاء قامت به إحدى الصحف أو المجلات عن أعظم قصيدة كتبت في العصر الحديث فكان الجواب هو أنشودة المطر، وفي سؤال للناقد...
إنها فرصة طيبة، تمتم مع نفسه، وحين جلس بقربه، تمتم: يبدو أنني أخطأت الجلوس بقربه فملابسه وسخة ملطخة بالدهون السوداء والتراب، لكنه عاد فلام نفسه على تفكيره متمتما: ما هذا الهراء يا أحمق فكلنا من تراب ومن لحم وشحمِ، أما الرجل فقد كان متعجّبا، أن يجلسَ جنبه شخصٌ نظيف الملابس وأنيق، وحاول الرجلُ...
ماذا تبقّى من ماركس
سوى غرفةٍ
في اتحاد الأدباءِ
وبضعةُ منشوراتٍ سريّة
يتقاذفُها الأسباطُ
ماذا تبقّى من عفلق
سوى غرفةِ تحقيق
في دائرةِ الأمن
تُخزنُ فيها أدواتُ التعْذيب
وتُحفظ في أرشيفها
أسماءُ المعدومين البؤساء
ماذا سيتبقى من الدُّعاةِ الجدد
سوى كيشوانيّة في إحدى العَتبات
وربّما سيطرة
في مدخلِ...
منذُ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ دعوةَ مهرجانٍ محترم
ليشتريَ حذاءً جديداً وجواربَ
فلم تأتِ الدعوةُ ولا الجواربَ
منذ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ دعوةَ من مهرجانٍ خارجيّ
ليشتريَ ربطةَ عنقٍ ونظاراتٍ
فلم تأت الدعوةُ ولا النظّارات
منذ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ جائزةً محترمةً
كي يشتريَ بدلةً جديدة
فلم تأتِ الجائزةُ ولا البدلة
فنامَ...
(ج2)
التطور في شعر نازك الملائكة
لو راجعنا ما أضافته الشاعرة نازك الملائكة وما حذفته من نصوصها المتعلقة بموضوعة السعادة سنمسك خيطا أو رأس خيط يعرفنا على مدى التطور الحاصل في أسلوبها ورؤاها الشعرية وهو ما صرحت به الشاعرة في مقدمة أعمالها الكاملة الجزء الأول كما أسلفنا، لننظر بعض الأبيات التي...
(ج1)
البحث عن السعادة والخوف من الموت
مقدمة
من الغريب حقا أن تؤرق الشاعرة "نازك الملائكة" ذات الثلاثة والعشرين ربيعا في حينه قضيتان خطيرتان حيرتا قبلها الكثير من العلماء والمفكرين والشعراء وهما السعادة والموت، وهي بهذا العمر الصغير نسبيا الذي يكون فيه الإنسان مقبلا على الحياة بكليتها...
وفي معبدٍ
عندَ نهرِ الفرات
أنا نائمُ
بحضنِ أبينا نبوخذْ نُصَرْ
لنا ألف وشمٍ بضلعِ الجدار
وقد قبّلتهُ صبايا المَطر
وكم ذقتُ حلما
على شهقتيهِ
كأنّي هناكَ بقايا أثر
ترنُّ على مقلتيهِ
وتلك الأغاني وقد ردَّدتها
الضفافُ، بعيدا
على ساعدِ الشطّ كم من
سوار
بنيتَ لميديا* الرقيقة
جنائن علّقتها عالياً...
(ج3)
(الفحل- المخنث) و(الفحل- الطائش) و(الفحل- الجميل)
في اللغة العربية نقرأ عن كلماتٍ تعني الشيء ونقيضه، أو الصفة ومعكوسها مثل كلمة (البصير) التي تطلق على الأعمى والمبصر أوالصريم التي تطلق على الليل والنهار أو كلمة الناهل التي تطلق علي العطشان والمرتوي، وكذلك السليم التي تشير لمن شفي من...
(ج2)
هل كان فحول الشعر العرب يئدون بناتهم؟
من هو الشاعر الجاهلي الذي أنقذ أمه من الوأد؟
في الواقع نحن نعاني من وجود الوثائق المكتوبة لكي ندرسُ الماضي ومنه ماضينا الشعري، لأن ما وصلنا من وثائق تم تدوينها في العصر العباسي، ولم تعتمد على وثائق كانت مكتوبة قبلها بل على ما قاله الرواة والحفظة...
مُرةٌ أنا يا أولادي
لكنَّ زيتي شَفاء
سيذهبُ الربيعُ
والفادي لم يتخلقْ بعد
فلا تنتظروا
الذي لا يأتي
تتصارعون كالأشواك حولي
وتضربون ثماري
برصاصِ نزواتكم
أنا لستُ حِرثا لأحدٍ
خلقني الله للجميع
لا تسرقوا ثماري عنوةً
فالرحيقُ يتقاسمهُ النحلً
والتمرُ تتقاسمهُ العصافيرُ
والتينُ نبيذٌ في مناقيرِ...
(ج1)
حينما سأل لبيد بن ربيعة العامري وقد مرَّ بالكوفة عن أشعر الشعراء العرب فذكر لهم(1) ثلاثة وهم: الملك الضلّيل ويقصد أمرئ القيس، والغلام القتيل ويقصد طرفة بن العبد، والشيخ أبو عقيل ويقصد نفسه فقد كان يكنى بأبي عقيل، هذا بالنسبة للشعراء في عصر ما قبل الإسلام، وكان جرير يرى أن زهير هو أشعر...