د. أحمد إبراهيم الباسوسي

قامت من رقدتها هذا الصباح موفورة النشاط والحيوية على غير العادة، دخلت بسرعة الحمام، مارست طقوسها من دون عناء أو اهدار للوقت،. لاتزال عقارب الساعة تشير الى تحت السابعة صباحا. أصوات كركبة وحركة غير معتادة لفتت انتباه رجلها الراقد في السرير، اخرجته من اغفاءته. طالع في دهشة منظرها. جالسة على كرسي...
جثى على ركبتيه، نظرات عيونه البنية مصوبة بقوة نحو سجادة الغرفة القديمة المتربة، كأنما يستحضر قصيدة جديدة تهتز شطراتها وصورها أمامه. الغرفة فارغة من المحتويات سوى طاولة صغيرة فوقها جهاز كمبيوتر قديم ديسك توب مفتوح يتصل براوتر لاستحضار الانترنيت والتواصل مع العالم، وكاتيل لعمل الشاي أو غيره من...
دارت الأرض دورتها، توقفت مع منتصف النهار في شارع السودان، المرأة خمسينية، ورغم ذلك تبدو مقوسة الظهر، تدفع جسدها المترهل بصعوبة في الهواء الساخن، مشيتها عرجاء بطيئة تكنس تراب الرصيف بثوبها الاسود الفضفاض، تتكئ على عصى معدنية قديمة، عيونها الضيقة الباهتة مغلفة بزجاج نظارة سميك يحمله شمبر بلاستيك...
دائما ضوء النهار يقهر عتمة الظلمة، ودائما تقهر وضمة الطاقة والنشاط ظلمة نفسه الداخلية التي توشك ان تسجنه داخل غرفته التي اختارها مكانا لمحبسه. في أيام النوبة تتلون الدنيا في عينيه، يصبح كل شيء حوله مبهج ومريح. يتحول الى كائن خرافي ممن كان يتابعهم زمان في مسلسلات التليفزيون كالرجل الأخضر. يرى...
جدائل الظلام أوشكت على خنق النهار الجامح صاحب القيظ المنفلت، دارت عيونها تمسح المكان الذي حطتها فيه الحافلة لعلها تتصيد مكانا ترتمي في حضنه لحظات للراحة قليلا. حركتها بطيئة، متأرجحة، انحنائة ظهرها البسيطة تمنحها قدرا لا بأس به من المهابة والثقة. على مسافة بضعة أمتار كانت تنتظرها مقهى بلدي، كراسي...
ربما لو داهمته تلك النوبة العاصفة من الأرق قبل عشر سنوات حينما كان قادرا على التجول في الشوارع، والدخول في حروب كلامية واحيانا جسدية مع الأقران والمغامرين من امثاله لما منح لتلك الليلة الفريدة تلك المساحة من التفكير والاهتمام في داخله، واستطاع بسهولة عبورها الى النوم الجميل. عيناه المستديرتان...
مجرد كلمة قصيرة نشرتها لأصدقائي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك اهنئهم بعيد الفطر وادعوهم لمحاولة تمثل الفرحة والبهجة، في وقت كانت الموجة العدائية للعدو الصهيوني العنصري المحتل لفلسطين قد بلغت ذروتها تدميرا وقتلا وارهابا ضد الشعب الفلسطيني بسبب مطالباتهم باسترداد حقوقهم، ورفض كافة أشكال...

هذا الملف

نصوص
37
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى