تحبُّ النّساء المرايا
رفيقاتهنّ اللّواتي تُشاكلهنَّ
فتلمعُ كالماء ناعمةً في زجاجِ المطرْ
قطرة قطرة ..
ثم وجها فوجها
تغيِّر أشكالها فوق منحدر اللّيل
حتّى يعانقنَ أشباههنَّ على نجمةٍ
أو على حُلُمٍ في استدارةِ وجهِ القمرْ
تَهْجسُ الآن سيدةٌ خلف هذا الزّجاج الرّقيق بصوت نقيٍّ :
مرايا محدّبةٌ للألمْ...
لا أتذمّر كثيرا من جدران المطبخ الرّطب..
طالما الأمومة تدفئ مفاصلي المتهالكة.
حلمت أنّني كنت في زمن آخر
بعيدا جدا عن بخار مرق طازج من الأوهام
وألسنة الحزن تنضج أكلة ذكري المفضلّة
لأنّني تعلمت منذ اللثغة الأولى:
أن أحبّ كل شيء بشغف..
طالما لا خيار آخر غير المرتبة الأدنى..
لكي أصبح امرأة صالحة
غير...
تتثاءبُ المساءات الغزليّة المتدليّة
كجذعٍ غضٍّ على نهدين،
لتغطَّ في حبّ عميق.
الدلال المُرتجف كنسمة ليلية
يناسب أحضان الضّوء القابع
في قعْرِ اللّيل.
فقط بين نهدين..
يمكن للقصيدة أن تتقاطر
عبر مسارب عروق الحليب الدافئ،
كغيمٍ أليفٍ تربِّيه الطّبيعة
في أقفاصِ النّساء العاشقات
دون قضبانٍ...
ما زاغَتِ العينُ..،
قُلْ: قدْ كنْتُ منْ عَبَرا
لمُنْتهَى الشِّعرِ بيْنَ البُرْدتينِ سُرى
على كُوًى في أعالي الغيبِ أومأَ لي
ضوءٌ توحّدَ بالإحساسِ وانْتَشَرا
كأنَّه في طَوايا اللّيل نهر رؤًى
منَ الغُيوبِ إذا ما اسَّاقَطتْ كِسَرا
طفَقْتُ بالحيرةِ الأولى أسائِلهُ
وأوغلُ الرّوح في وَدْقٍ له...
لا فكرة في البدءِ ساروا في العماءْ..
هل أدرك الإنسانُ أسرار البقاءْ؟
سقطوا.. تقاسمهم شياطين الغوايةمنذ ضلُّوا.. أكْلَ تفّاح السّماءْ
هم هكذا ظلّوا وظلّتْ منذ أحلامٍ
تنانيرُ الحقيقة تُنضجُ الأزمانَ من نارِ الشّقاءْ
في دورةِ الأشياء ربُّوا شكّهُم
للآن لم يكبرْ ليصبح ما يشاءْ
بسطاء كانوا كالعصافيرِ...
أبي
الآن وجهه
كالأنهار يبتدئُ
سهوا يمرُّ
وفي أعقابه الظّمأُ
أبي يجيء نجوما
في تألّقه
ويمنح اللّيل روحا
كلّما انطفأوا
قد كان يشعلُ
في الأشياء دهشتها
وهدهد الضّوء
منذ اختاره النّبأُ
ومذ نبتُّ نشيدا
من مدامعه السّمراء
سالت مجازا هادئا سبأُ
أرصُّ نبضيَ كالأحجار
في يده
فيبتني الدفءُ بيتا
ليس ينْكفئُ...
ظهرت مؤخرا فكرة النفور من كلمة أنثى واستعمالاتها في الشعر خاصة لوصف المرأة كاملة الأنوثة الخصبة التي تحبل وتلد كما جاء شرحها في المعجم الوسيط..، هذا النفور طبعا من بعض النساء لا أعرف سببه حتى أنه انتقل لبعض الرجال احتراما منهم لتوتر النساء المثقفات من هذه الصفة التي أحبها كثيرا وأتصالح معها بشكل...
أنا أتَوارى ..
سأنفُذُ من ثُقبِ هذا الهباءْ
لأكنسَ كلّ بقايا المقابرِ في هوَّةِ الكونِ
أصطادُ حلما جديدا "كرامبو"
أفكُّ مجاهيلَ هذا الفضاءْ
وأُبعَثُ عبر "رسائِل راءٍ "
أنا الآخرونَ.. أرَى ما تراهُ الشَّبابيكُ
تحتَ الضّياءِ فكن ما تشاءْ
ومن خللٍ في المشاعرِ
أُغوي النُّحاسَ المقطَّر...