حميد محمد الهاشم

الرابعة عصراً يجيئون ، بتوقيت لا أعرف متى رحلوا. ببجامتي المقلّمة وقميصي السمائي _ آخر ما اشتراهُ أبي لي قبل أن يتلاشى في المجهول _؛ عبرت شارعا ، شارعين ، حزمة شوارع ، وبضعة قطاعات من أحياء شعبية ، كي ألتقي..كي ألتحق..كي أنضمّ إليهم. نعم، ألتقيتُ وأنضممتُ. منذ الطفولة ، أدمنت اللقاء بهم كما...
في اللوحة الأولى، مفاتن نصف عارية، حُبُورٌ شَبِق، في اللوحة الأخرى كانت أمرأة متغظنة الوجه، واخدودان يقتسمان الجبين لطبقات ثلاث؛ أستقداماً لمكاره الشيخوخة, رغم فُضلةٍ من بقايا الجمال. في اللوحة الثالثة كانت(جوليا) أطارا منحرفا عن صورته تماما ،كانت فارغة من وجهها، بدت اللوحة وكأنها خالية من...
هذا طائر فوق الوادي، ثمة شيء مكتوب عنه. لا وقتَ يناسبُ أَنْ أقرأ ،لكنني سوف أقرأ، وفي جِواري ارتفعتْ موسيقى شقتْ عنان السماء. لاوقتَ مناسب لأَنْ اكتب، لكنني كتبتُ :"في عام1980 طار من فوق الجبل." لترتيبِ إيهما الأولى،أعدتُ ترتيبَ طرفي المعادلة:الموتُ أولاً ثم تاريخ الموت. "طار من فوق الجبل في...
أدفع بعكازي وعكازي يسحبني، وقبل أن أدخل غرفة الرنين جلستُ متهالكا قبالتهُ. كان الأمر كذلك، وأرجو أن تصدقني، في الوقت الذي كنت أكتب قصة عن الذباب؛ حطت ذبابة على قدمي اليمنى، ثمة وخزة تركها تلامسُ شعيراتها مع قدمي البريئة، بريئة قدمي، مثل برائتي ومثل براءة قدمي اليسرى، حين كانت قدمي فعلا. ألتفتَ...
متوحشة، تلك المرأة، تلك الفارسة، سيف معلق بخاصرتها العارية، وخنجر جريء. كنتُ قد أضعتُ الطريق والجيش، بالرجوع من آخر معركة مع البرابرة، تخليتُ عن قلنسوتي وأشياء أخرى تثقلني، مئزرا فقط ارتديه ،وقطعة قماش تغطي مقدمتي ومؤخرتي. مكان المعركة رمالُ ضفةِ بحر، قتلي حلم لها،أعرف ذلك ولاأعرف لماذا،قالت...
أربعةُ (راجديات) في الثانيةِ ظهراً، بعد لفّةِ الفلافلِ في ذلك اليوم، تسعون جريدةٍ أو أكثر بقليل قد نفدتْ منهُ في الحاديةِ عشر صباحاً ،ولم يكن قد أكلَ شيئاً بعدْ، وقدْ كان فَرِحاً.. فرحاً جداً..، لكن صفعات مدرسِ العربي أفقدتهُ ذاكرةَ فرحةِ البيع ،نزلَ الراجدي الأولُ كصاعقة تجدحُ على خدهِ ذات...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى