فجأة، رأيتُ النفري في قماط سباحة. وفجأة، أوقفني أمام الحوض المستطيل وقال لي: هنا حياة أخرى. حياة مزدوجة. لأنكَ فيها تعيش. حياتكَ مسْبحُ ليلٍ موبوء. ليل تسكنه ليمونة لوركا الحامضة. حياتكَ حوار. أو غباوة إعلامية. إنها تطفو فيكَ عجيبةً، شنيعةً لأنها تَحُولُ دون التمسك بِبنْيَةٍ غزلية. حتى كافكا أو...
«الفنان الذي يملك استخدام الفن له يدٌ ترتجف» (دانتي)
المسألة مسألة فكر، ربما.. المسألة لها هيئة مكر وتدفق يحاولان التفكير بالوعي أو دونه. وربما أيضا، كل مجالٍ معرفي يحتاج إلى تعريف موضوعه، لا مشروعيته الفكرية. هنا، مرة أخرى الفن والفلسفة، موضوع يتكرر لأنه مشروع إلى حد ما. الواحد يتجسس على...
1- اللوزة
أمام لوزةٍ حدث وأن صارت أسطورة، تعبتْ يداكَ من معاول الشّرَرِ. حيث هي رسمٌ وحلمٌ. هي هَجْرٌ. أو فحم راكد في عمق حصاة. إنها أسرار البلاغة حين تدنو من بكارة العالَم بين قيلولتيْن... لو أنّكَ بقيت في رجتكَ كهضبة شريفة. أيام تلو الأخرى، واللوزة بالقرب من نوافذنا ترتعش وتنحني عسلا لسديم...
ما بين الماء المفروم والماء المغزول:
جغرافية غريبة،
فعلا. و الرواق فيه
خبل رسام يحفر بيديه:
تارة، ماء.
و أخرى يابسة،
أو خيانات رمزية.
لماذا إذن كل هذا الخليط و اللون؟
الماء مفروم
كأنه مشروع مهني
بين دفتي حياة
تربص بها النحل والحرث.
أي نعم.
الماء أيضا
مغزول في الصفحة التي
وحدها كابدت قراءات و...
ربما قرأتُ دواوين شعرية ونسيتها بسرعة. وأخرى تزعجني لأعيد قراءتها. هذا ما يحصل مع الشعراء المهمين وليس الكبار. المسألة مختلفة. وحين قرأت ديوان إسطيبان (1935-2006) الموسوم بـ 'الاسم والمسكن'، توقفتُ لينتابني إحساس غريب نحو ما نسميه باللسان الشعري وكأن النص المكتوب لهذا الشاعر وضعني في سماء غريبة...
الفكر الإنساني شعر.
الشاعر ذكي. يهيئ صعوبة الفكر. الفكر مخنوق، يابس و دبق، الشاعر يمسده، يلينه، يستثيره. و الشاعر، مرة أخرى، يجذب الذكاء من سباته، يحرض على الخروج رأسه، أعضاء مخيخه، قفاه و أصابعه العشرة. يزيل الرواسب عن نفسه. يقشر الفم و يكبل الذراع الأيمن لسيده. و يتمرن على تحريك الرأس داخل...
[1- الصورة ترعى الخيانة:
[في بوادر النهار الأولى،
يبحث عن لسانه.]
*******
النار أمامه شبه فراغ
في أكشاك حَجَرٍ من جيرٍ أسود.
حيث،
الكتلة خَبَلٌ ينهمك في كتف السماء.
لا يخافون. لا يرددون إلا أمام ظلالهم.
*******
كان يتعقب النهار بعناد،
لمّا من البأس
تهَدَّلَ رأسُه حيزا للجوع.
*******
المفاخر...
1- الشعرُ السلحفاة:
أشجار حمراء
كثيرا ما تقي
القيقب خريفا،
حيث شراب السُّكَّر بالعصمة
وبدون إجازة.
أحمر يحتفي للتباين
بلون رمادي
رتيب
مكدَّس.
بالقرب من المَساقِط
والجواميس.
أو خُصل بخار أبيض
ثم شرشفٌ مجعدٌ يسقط
من سريرِ ماءٍ سريع وأمْلس:
أخلاطُ دخان بلا جدوى.
حيث الشراهة هنا
تقضي على الحَصَبِ...
فجأة، رأيتُ النفري في قماط سباحة. وفجأة، أوقفني أمام الحوض المستطيل وقال لي: " هنا حياة أخرى. حياة مزدوجة. لأنكَ فيها تعيش. حياتكَ مسْبحُ ليلٍ موبوء. ليل تسكنه ليمونة لوركا الحامضة. حياتكَ حوار. أو غباوة إعلامية. إنها تطفو فيكَ عجيبةً، شنيعةً لأنها تَحُولُ دون التمسك بِبنْيَةٍ غزلية. حتى كافكا...
آفةٌ ما كانت أشبه بآفةٍ
ترسيمةٌ متفاقمة أرمضتْ تماما
نعم. ومن أجل معرفة أفضل
ميالةً كانت إلى الجحيم. والوقت
يُهيِّجُ جوهر القُبلة الموسومة
بالخيانة. أما ما نحب
كان مطابقا لتكشيرتها.
آلةُ ترديدٍ
عمياء وصماء.
حِدادٌ حِدادٌ حِدادٌ ويدٌ من أوراق
أجْرَفتْها زهرة الثالوث
شدْوٌ-خفَّاقَةٌ ليلكٌ...
مَنْ غيْرُها؟
تلك الدمية المستلقية
فوق أحمر الزليج
تنظر سقف الغرفة الخشبي
وكأنَّ حشرات الأفق
كلها هنا ...
تقترب من سماء الشمس
تراوغ ذكرايَ
متهكمة من هذا الصمت
قليلا
حيث الدمية التي تتألم
قد تكلمني أو تحادثني
خوفا من فتور مباغث
يشاطئ الذات وَ
أرضَ سنبلة صفراء...
احساين بنزبير
السرعة شيخوخة العالم!
حيث الله فكاهة مريرة:
بضاعة تأويل مفروق.
***
لن أفتح بريد قلبي
منذ الآن إلى أحد.
في الخارج دخان.
***
ملوك
يغرسون ويأكلون!
وراء الباب، دائما:
"شعبة من الجنون"...
رماد القصيدة إذاً. أو من باب جواز صماخ الشعر والسقوط في المضمون كما لو في بئرٍ (مضمون البلاغة والتفكيك مع دريدا). بطريقة أو بأخرى، يورطنا الشاعر غييوم أرتوس-بوفيه Guillaume Artous-Bouvet في كتابات جاك دريدا الذي لم يَكُفَّ قط عن استنطاق الشعر والقصيدة في متنه الفلسفي. الشاعر غييوم دخل في مغامرة...
• بالصدفة، غيمة فقيرة!
بهدوء حقبة، ينظر في وجه زجاج مزبود. وبهدوء، دائما، يتعقب غيمة حقول فقيرة. أمامه، جندي بدون قضية وبدون سلاح خشبي. فقط، ثكنة من زجاج ورعب. الزجاج حاجز يرسم سلوك الخوف والكفاف في سمندل ماء. غير أن الحقبة كانت هذا اليوم محقنة ضيقة، لأن حال مخيخه لا يعول عليها . مساء الكتابة في...
(...)
لا تبال
ولو أن الغيم
انتشر عاليا
حيث البصر
يسوي الأشكال
قطعا تموسق الحيز...
كأننا
تائهون،
نهيم بين الزقاق
وحقول عطشى
نرمم ذاكرة اليوم
و بقية الأشياء...
1- شرائح Francis Bacon :
تتوالى السقائط
الواحدة لا تشبه الأخرى
ولون الشرائح
يثقب البصر
مغازلا تراجيديا كأس
حيث النبوءة
طرف كلام نيء
لذا...