أحسن القصص... (مختارات ولطائف من القصة القصيرة العربية لجيل الرواد)

سمعت الطفل يبكي ورأيت العبرات تتحدر على وجنتيه الورديتين, فكانت تلك اللآلئ الذائبة جمرات نار تكويني. ظل الطفل يبكي ودلائل العجز واليأس بادية على محياه الوسيم. ظل يبكي بكاءَ متروك منفرد لا يحبه في الدنيا أحد. الطفل الحبيب يبكي فكيف أعيد التألق إلى عينيه? كيف أسمع في ضحكته صدى أصوات الملائكة مرة...
1- الاعتقال الاشجار الخضراء في الشارع كفت عن الغناء لحظة تحلق عدد من رجال الشرطة المتجهمي الوجوه حول رجل يمشي على الرصيف سيفا هرما، رمحا متعبا، آن له أن يخلد الى الراحة بعد انتصاره في آلاف المعارك، وابتدره واحد منهم قائلا له بلهجة فظة: »أعطنا هويتك«. فتقبل الرجل لهجة الشرطي باستنكار، وأوشك أن...
كنت أقدر أن نادر سيكون هناك, بين أفراد العائلة, يتقبل التعازي بوفاة أخيه الأكبر منه. كنت أعلم علم اليقين أنه سيأتي. لن تمنعه عن الحضور تهديدات سابقة, من شتى الجهات, ولن يمنعه (الحزام الأمني) الجديد, الملتف مثل حبل المشنقة حول عنق (الجنوب), والذي يشكل, بالنسبة إلى جورة السنديان, طوق الاختناق...
كنت اسير وراءه , اتبع خطاه كظله . . . وكان يلتفت الي بين حين وحين ليتأكد من انني ما زلت اتبعه . . . كان اشيب الرأس , قصير القامه , بدينا , يتدحرج في مشيته السريعة الخطوات , بين ارجل الناس كالكره . . . ظلمة الأزقة القديمه المتعرجة , تضطرني لأن اجعل المسافة بيني وبينه اقل بعدا , كان ذلك يضايقه...
كان اليوم يوم جمعة، والشتاء يرسل نذره لطيفة جيناً، عنيفة أحياناً، ولا عاصم من تلك النذر إلا الشمس ضحى لها حيث نتوقعها. . . وبالجيزة قهوة توثقت الصلة بينها وبين الشمس: فهي دفء ونعيم ومنظر، لجأت إليها وحدي مترقباً صديقاً على موعد. . . جلست أنتظر فإذا رجل منتفخ الأوداج، غليظ الشفتين، حليق اللحية...
الاهداء: (إليك يا حنا مينة يامن فهمت ماهية الضعف البشري والقوة الإنسانية ... إليـــــــــــــــك يا صديقي ... أقــدم هذه القصص) سعيد لقد ماتت وأنا في الثانية من عمري أتذكرها تماماً.. لقد كان شعرها أزرق وعيناها حمراوين (جيمس الابن) ها أنذا أعود بعد أن نفضت يدي من تراب أمي. كنت أسير وئيداً...
تطلعت من النافذة, غابة خضراء غامقة, بقايا شمس لا تحيلها إلى سواد. سكوت عميق يغطي الكون برداء لا انثناء فيه. عادت تجلس على الكرسي الهزاز, حركته فاهتز هو ولكنها هي لم تهتز " ليس لكرسي اليوم زقزقته المعتادة. من أين تأتي بالصوت في هذا الصمت?". فتحت المذياع, فارتفع الصوت بالكلام الغريب " ماذا يقول...
تَرامَتْ إلَيْهِ الضَّوْضَاءُ عِنْدَ مُنْتَصَفِ النَّهار. وتَوَجَّسَ بَادئَ الأمْرِ أنَّها مُشَاجَرَةٌ بَعِيدَةٌ نَشَبَتْ في قَيْظِ هذا اليومِ الخانِق، أو أنَّها هَرَجٌ شَدِيدٌ لِصِبْيَانٍ أشرارٍ يَجُوبُونَ الشَّوارِع، أو عُرْسٌ بائِسٌ يَخُبُّ على الأقْدَام وقد إخْتْلَطَ بِهِ أولادٌ لا...
قالت السيّدة “ف. م.” .. من منطقة دكاكين حميد عندما وقفت بين يدي اللّـــه: “مولاي, أنا ولدت رغم أنفي كعادة الأطفال. وقطعت القابلة صرتي بأسنانها، ووضعتني في قدر من الماء الساخن، وتركتني أنضج مثل سلحفاة مسلوخة الجلد معلنة لأهل البيت أن نجاسة البنت لا يغسلها سوى ماء الدموع. ثم بكت أمي طوال الليل...
السماء لوحة سوداء لامعة.. تعطي ذخائر غامضة، في قلبي إيمان بمعجزة ما، هذه النجوم التي ترقص دون أذرع تشدها، كم ألفت منظرها في طفولتي الموزعة وأنا أسير مرفوعة الرأس في أزقة (دمشق) القديمة. كانت هذه النجوم في صغري تعابثني.. تغمزني.. ثم تهرب مني وراء الجدران المهترئة والمآذن الضارعة.‏ الآن عدت من...
كنت أعرف الشيخ حسين ولي جارًا لنا يسكن في قرية قريبة من كفرنا في الشرقية، وكان له ما يقرب من الفدان يزرعه ويعيش منه، فكنت وأنا صغير أخرج مع أخي أو ابن عمي فنسير في الحقول حتى نبلغ أرض هذا الجار فنقعد عند ساقية كان يسقي منها زرعه ونتحادث معه في شئون شتى. وكان حول الساقية حرجة من الأشجار المتكاثفة...
كانت لخاله بنتان! ربط الحب بينه وبين صغراهما بأوثق رباط، فتعاهدَا على أن يتوجَا هذا الحب بالزواج، واغتبطت «عزة» بهذا العهد، رغم ما كانت تعلمه من رقة حال ابن عمتها، لأنها كانت تلمح في بريق عينيه ذكاء، وفي نبرة صوته حزمًا، وفي حلو حديثه سحرًا ومنطقًا، فكانت تؤمن بأنه سيرتفع إلى مراكز سامية،...
إلى علي الأصفري ابن الحلبية المنكود ايضاً من الكلمات التي تذكرها اختي الكبيرة، وترددها على مسامعنا كلما زارنا خالي، ان امي وهي تموت قالت لمن كانوا حولها، »لاتنسوا المنكود « وقد فهم الحاضرون من تعني، ولم يسألوها توضيحا، لأن امي كثيراً ما كانت تشير اليه بهذا الوصف، حتى اصبح اثبت عليه من اي اسم...
‮ دارت علي حساب مدرسة المتسولين مجموعة من الحكايات المدهشة جدا‮.‬ وأصل هذه الحكايات‮ ‬يعود لنقاش دار منذ فترة‮- ‬في مقهي الباشا‮- ‬بين مُعلم التسول أبوشاوالي والمثقف توفيق جاد‮. ‬لأنه وعلي إثر هذا النقاش الذي تجول بين تفاصيل لا حصر لها،‮ ‬بصدد التجديد المزعوم،‮ ‬في جماليات النظام،‮ ‬سوف يصبح‮-...
جلس (موفق) على حافة البركة التي تتوسط حديقة منزله الصغير وأخذ يداعب المياه الصافية التي تتساقط في الحوض وتتسابق بأصابعه، ويرسم على صفحتها خطوطاً وحلقات سرعان مت كان سير الماء يبددها ويمحوها لتتعود صفحته جلية ملساء تتراكض في وسطها الحبات اللؤلؤية، وكأنها قطع صغيرة من الماس تتقاطر من ثقوب النافورة...

هذا الملف

نصوص
272
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى