جلست فيفى أمام المرآة ، وبينما هى تضع الأحمر فى شفتيها ، وبينما هى تفكر فى إخوتـها الذين ينتظرونها . وفى السينما التى ستذهب إليها معهم . خطر لها خاطر أضحكها . أن الفرق بين المرآة والمرأة بسيط مدة وهمزة كل ما هنالك .
هل لاحظ ذلك مجدى الفيلسوف الشاعر الذى لا يفوته شئ ؟ إن لم يكن قد لاحظ...
عندما خرجنا من يافا إلى عكا لم يكن في ذلك أية مأساة.. كنا كمن يخرج كل عام ليمضي أيام العيد في مدينة غير مدينته. ومرت أيامنا في عكا مروراً عادياً لا غرابة فيه، بل ربما كنت لصغري وقتذاك أستمتع بتلك الأيام لأنها حالت دوني ودون الذهاب للمدرسة.. مهما يكن، ففي ليلة الهجوم الكبير على عكا بدأت تتوضح...
يوميا، خلال ساعة المشي الصباحية، الأقربِ إلى النزهة، ألتقي بانتظام، وبفارق زمني ضئيل، جماعتين من الكلاب، أرستا تعايشا سلميا فيما بينهما وبين ساكنة الحي، وتتفرغ كل منهما، تحت قيادة ذَكَر مهيمنٍ، لشؤونها.
مع ذلك، في الأيام الأخيرة، صارت رؤية هذه الكلاب الأليفة، الباحثة عن طعامها، المتزاوجة أو...
التقيت بها في ليلة كنت فيها سأمانا والملل يدب في داخلي دبيبا له وخز..
كانت مقبلة نحوي فنظرت إليها ويداي في جيوبي بلا عناية.. فمضت تحدق في وجهي بفضول.
كانت صغيرة.. وجهها مليء بالمساحيق.. وقفت أمامها ولم أقل شيئا.. لكن عيني قالتا لها كل ما يمكن أن يقال..
مهنتها أن تقرأ عيون الناس.. فلم يأخذ الأمر...
ضجّت القرية بالنبأ الذي انتشر بين بيوتها انتشار النار في الهشيم، علمتْ به فطوّش الصباغة من أم خليل، وسرعان ما نقله زوجها إلى ربعة المختار، وخلال ساعات كان كل من في القرية يعرف أنّ (خليل بك) سيزور القرية.. وهذه هي الزيارة الأولى له منذ أن أصبح وزيراً قبل سنوات.. وكلمة (بك) هي اللقب الجديد لخليل...
اعتدنا أن نراها – تلك العجوز – ونحن في طريقنا إلى القبور.. تجلس أمام عشتها على شاطئ النهر بجلبابها الأسود المهلهل، وبجوارها المقطف والعصا. ما كانت تبدى اهتماما عندما يمر أحد على الطريق.. حتى هؤلاء الذين يتقدمون ليضعوا في المقطف شيئا.
كانوا يحكون في طفولتنا عن الشياطين التي تحوم دائما حولها...
اقتربتُ من الدكان في تردَّد. وعندما أصبحتُ أمام الباب اختلستُ النظر إلى الداخل فوجدتُ ما كنتُ أتوقعه. كان الرجل ممددًا على مقعدٍ قديم وقد كشَف جلبابه عن عظمة ساقه المنتفخة، وكان يتنفَّس بصوتٍ مرتفع.
وقفتُ عند الباب لا أدري ماذا أفعل. وأمامي إلى اليسار كان الرفَّان الصغيران اللذان كنتُ أحلُم...
كان صديقي الشاعر العراقي الدكتور صلاح نيازي، هو الذي قادني الى مجلسها وقدمني لها ذات رحلة الى بغداد في مطلع السبعينيات، وفي صالون جانبي من ردهات فندق بغداد، حيث كانت تتربع فوق اريكة وبرية حمراء وسط مجلس من الرجال، بعضهم جاء الى بغداد ضيفا على مهرجان الفارابي، ويقيم مثلي في نفس الفندق، وبعضهم من...
- كثيرة حقا يا صديقي أطايب الحياة وملذاتها. . ولكني لن أترسم خطوط بعد الآن، فاستمتع أنت بأطايبها كيف تشاء، واقتنص من لذائذها كما يحلو لك، وثق أنك ستدفع الثمن في يوما ما. . .
- سحقا لك ولتفكيرك السقيم. . ماذا ترى في صيد ساقه لنا الشيطان، هل ترانا نرتكب جريمة بذهابنا إليها. . لقد رأيتها بعيني...
قبل يومين، كلمنى عادل، أحد رفاق «الكيت كات» القدامى، ممن يحرصون على الاتصال بى بين آنٍ وآخر. وسألنى إن كنت أذكر صديقنا «مرسى إذاعة» القصير؟ وأنا توجست وقلت: طبعاً. حينئذ رجع قال إنه انتقل إلى رحمة الله، وإن العزاء سيقام فى قاعة المناسبات بجامع خالد بن الوليد، وأضاف: يا ريت نشوفك.
فى المساء،...
إن الأمر لا يعدو أن يكون سخافة، سخافة صغيرة: أن يملك الإنسان شيئا خاصا به، رأس ثعلب مليء بالتبن معلق على جدار غرفته الباردة، مسبحة صفراء، اشتراها من محل شرقي عتيق، كتابا أصفر نادرا، امرأة تحبه، وترى في عينيه مصيرها، ذكريات مفككة، يجترها قبل أن يبتلعه النوم.. أو مرضا خاصا به. ولم لا ؟ إن الأمر لا...
الفكرة مستوحاة من الأساطير الهندية
لان يديك ألوف الأيادي
لان جراحك شعب ينادي
أنا الثأر والكبرياء
لأنك وحدك جيش وفادي
لأني احبك حب بلادي
ركعت احيي الفداء.
في القرية الكبيرة التي تشبه مدينتي كانت تعيش الحسناء .
فتاة بايعها الناس كلهم بالحسن على الرغم من انهم لم يجمعوا قبل على...
قال الرجل الذى بلا رأس للشـــرطي الواقف خلف سور الملعب :
_ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟
... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً :
_ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله .
... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في...
بسام يا أوفى صديق!
تذكرتك مساء البارحة، في الحقيقة انا ما نسيتك، و لا لحظة .. صدقني، لكن البارحة، من دون باقي الأيام، اشتقت اليك حد البكاء اردتك بجانبي، والعائلة تحتفل بعيد ميلادي السابع عشر، أنا أشكرك جدا جدا جدا ، على البطاقة .. نهر دجلة وقوارب الصيادين والجسر، وطيور فوق الماء، وكلماتك...
عائشة امرأة ككل النساء الجزائريات، واحدة من آلاف النساء اللائي يموج بهن المجتمع الجزائري المظلم، لم تتخرّج من مدرسة لا شرقية ولا غربية، ولم تتلق َّ أية تربية خاصة أو نشأة معينة، عدا التربية الفطرية والنشأة المحافظة المفروضتين من هذه البيئة الجزائرية الوحيدة التي لا تعرف التطوُّر ولا التغيُّر...