سمية الإسماعيل

كلما اقترب منها، اشتّمت رائحة امرأة أخرى. لم يكن من السهل عليها تقبل الأمر و كأن شيئاً لم يكن، لكنها تبتلع الأيام على مضض كثيرًا ما حدّثتها نفسها "ألا يتساءل يوماً أنني قد أعاقبه بالمثل؟، أن أجعل حياته كابوساً من الشك و الغيرة و الألم؟ " ها هو ككل ليلة يأتي منتشياً، رائحة الكحول تفوح منه كلما...
عدنا.. و ما أجمل العتاب كالطلّ إذا ما لامس القلب يجلوه ذاك الهوى عسلٌ في لذّة العناق ذاب كنّا ، و ما زال الشوق يحملنا حيث رسمنا أول أبجديات الجنون وشمنا على جدار القلب حروفًا عهودًا طال النوى.. و إن بنّا ما خان الهوى عهده.. و ما خنّا! حسبنا انّا في عرف الهوى أحباب عدنا.. صمتت كل البلاغة و حكى...
عنيدة، لكنها حبيبتي هذه الروح التي ظنّها بضيق رؤيته خرابًا، ما هيَ إلا روضٌ أو جنّات لم تستطع زوايا بصيرته الحادّة الانفراج في مداءاتها حتى يتسنّى له إبصار ينعها و خصف ثمارها. لقد أتعبتُ لهاثه كي يُحبِطَ بكل محاولات النهي إصراري، أو التخلّي عن حلمٍ سنينًا داعب الروح و الفؤاد، فكنت أهدهده، حتى...
على كرسيه، يجلس ساعات و عيناه شاخصتان في لوحة معلقة على المرسم أمامه. المكان يعمه الفوضى، صحون مترعة بأعقاب السجائر ، فناجين قهوة مترامية هنا و هناك؛ حتى أريكته التي كان يستلقي عليها أحياناً عندما يبلغ به التعب ذروته قد ترامت عليها ملابسه . المنزل غارق في الظلام إلا من مصباح صغير مسلط على مكان...
أُعلنت حالة الاستنفار إثر حدث بدا لي مفزعًا في البداية، بقع حمراء تلطّخ بنطالي، أقسمت حينها للمعلمة أنّني لا أعلم مصدرها، كانت المرّة الأولى التي شعرت فيها بالخوف، ارتجف جسدي الذي كنت أعتقد أنه صلبٌ كأجسادهم. . ما أثار دهشتي هو برودها و ابتسامتها التي حملت الكثير من التساؤلات داخلي، خاصة عندما...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى