1 ـ رُؤْيَةٌ جَدِيدَة لِزَرْقَاءِ الْيَمَامَة
هَذا زَمانُ الحَرْبِ
هَذا زَمانُ الْمَجَاعَةِ والَّسَّقَمْ
حينَما جَاءتْ " كُورونا "
أَحَاطَتِ “زَرْقاءُ الْيَمامةُ” عِلًماً:
كُلَّ البشَرْ
كُلَّ الحَجَرْ
هَمَسَتْ في آذانِ الشَّجَرْ
بمَوْتِ الإنسانْ
تحتَ أنقاضِ المَسَاكنِ والدِّيَارْ ..
هَلِ " الزَّرْقَاءُ " قَارئةٌ لِلْفِنجَانْ ؟
تَرَى ما لا يُرَى .. ؟
* " "جَلَسَتْ والدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا
تتأملُ مَآلَ الإنْسانْ
قَرأَتْ دَاخِلهُ، وَرَأَتْ في قَعْرِهِ الأَهْوَالْ
قَالَتْ: ” القتلُ عَلَيْنَا هَوَ الْمَكْتُوبْ ” * :
“كُوُرونَا ..
” أُوكْرانْيَا “..
“زَلازِلُ ” البَلَدَيْنِ الْجَريحَيْن.
“جَلَسَتْ وَالدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا ” *
تَسْتَعيدْ
ذِكْرَياتِ الْهَزائِمْ
وَالْجَرَائِمْ ..
في فلِسْطينَ، في ليبيا، في العراقْ
في بلاد الشامِ..
في كلِّ الْبِلاَدِ الْعَرَبِيَّهْ
ما رَأَتْ غَيْرَ الْحَرائِقْ
في الْمَرَافِئ
وَأَصابَ الْحُزنُ كلَّ الشُّعَراءْ
وَبَكَى " دُنْقُلُ " بَيْنَ يَدَيْ زَرْقَاِءِ اليَمَامَة **
مَاذَا يُجْدينَا البُكَاءْ
بَعْدَ أنْ حَلَّ البَلاءْ
بَعْدَ أَنْ فَتَّحَ فاهُ الْفَنَاءْ ؟
لَيْسَ في زَمَنِ السُّقْمِ الغريبْ
لَيْسَ في زَمَنِ الْحَرْبِ الْعَوَانْ
لَيْسَ في زَمَنِ الموتِ الزُّؤامْ
لَيْسَ في هذا الْوَاقعِ شِعْرٌ :
صُورَةٌ وَمَجَازٌ واسْتِعَارَة..
لا تَلُمْنِي
يا صَدِيقي.. إِنْ كَسَرْتُ الوَزْنَ
أَوْ أَخْلَلْتُ بِنِظَامِ الكَلِمَاتْ ..
* وظفتُ بعض أبيات نزار قباني مع بعض التَّصَرف، كما يُلاحظ القارئُ من قصيدة “قارئة الفنجان”، ديوان “قصائد متوحشة “، (ص: 12(
** قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل من ديوانه بنفس الاسم ، وقد كتبها الشاعر بعد الهزيمة سنة 1967.
2 ـ أين مني مجلس أنتَ به ؟
إلى الصديق الشاعر محمد الشيخي
أَينَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ
تَحتَ أَشْجَارِ « نَرنخوسَ » *
وَمَمْشَى الْبَحْرِ أَيْنَا ؟
هَلْ تُرَى نَرْجِعُ يَوْماً
نَحْتَسِي قَهْوَتَنَا تَحتَ ظِلالِ اليَاسَمِينِ؟
في انْتِظَارِ الشَّاعِرِ الْعاَشِقِ يَأْتِي
مُنْشِداً « أضحى تنائيهِ بديلاً من تدانيهْ »
هّارِباً مِنْ حَاسِديهِ
حَارِمِيهِ طِيبَ لُقْيَا عَاشِقِيهِ
أَيْنَ مِنَّا مَجْلِسُ الْعِشْقِ مَعَهْ ؟
بَعْدَ أَنْ حَلَّ صَبَاحُ الْبَيْنِ يُجْرِي أَدْمُعَهْ
هَلْ نُوَاسِيهِ، صَدِيقِي؟
أَمْ كِلاَنَا يَعْشَقُ الْحُسْنَ وَيَهْفُو لِلْوِصَالْ؟
لا يُؤَاسِيهِ سِوَى طِيبِ اللِّقَاء ْ
في الْبَسَاتِينِ الظَّلِيلَةْ
حَيْثُ « تَعْتَلُّ النَّسَائِمْ »
لاِعْتِلاَلِهْ
أَيْنَ مِنَّا مَجْلِسٌ نَحْنُ بهِ
بِـ«نَرَنْخُوسَ » بِمَارْبِيَّا الْوَدِيعَهْ؟
في انْتِظَارِ الشَّاعِرِ الْعَاشِقِ لُورْكَا
لِقَضَاءِ الأُمْسِيَهْ
نَحْتَسِي قَهْوَتَنَا تَحتَ ظِلالِ الْيَاسَمِينْ
وَنُغَنِّي أُغْنِيَاتِ الْعَاشِقِينْ
2 ماي 2020 * حديقة بوسط مدينة « ماربيا » بالديار الإسبانية
3 ـ رتابة ..
عِنْدَ انْسِلاَلِ اْلفَجرِ
مِنْ قَلْبِ الظَّلامْ
عِنْدَ انْهِمَاِر النُّورِ في أَرْوَاِحَنا
يُؤْنِسُنِي الضِّيَاءْ
يطْرُدُ مِن ْ أَدْغَالِ ذَاتِي وَحْشَتِي ،
أَسْرَابَ أَحْزَانِي ..
تُغَادِرُ الطُّيُورْ
سَرِيرَهَا
فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى جَزَائِرٍ الصَّفَاءْ
تَمْلَؤُهَا بِالشَّدْوِ والغِنَاءْ
وَيَخْتَفِي الظَّلَامْ
في عَتْمَةِ الْكُهُوفْ
لَكِنَّهُ يَعُودُ مُرْهَقاً حَزِينْ
فِي آخِر المَسَاءْ..
تَدُورُ في رَتَابَةٍ ، حَيَاتُنَا
مَا بَيْنَ صُبْحٍ مُشْرقٍ
يَبْدُو لَنَا سَرَابْ
وَبَيْنَ لَيْلٍ قَاتِمِ الثِّيَابْ
سنة 2020 .
4 ـ غزةُ الشهيدة الوليدة
لَهذهِ الْمَدائِنِ الغَريبَهْ
كآبةُ الْمَسَاءِ وَالْغروبْ..
سَماؤُها يَمْلَؤُهَا السَّوَادْ
وَلَعْنةُ الحُرُوبْ
تطوفُ في الدروبْ
في غزَّةِ..
قد دَمَّرتْ بُيُوتْ
و الْمَوْتُ لَا يَخْبِطُ خَبْطَ أَعْشَى لا يرى الطَّريقْ
بَلْ إِنَّهُ يصيبُ:
كُلَّ صغيرٍ أوْ كَبيرٍ أَوْ سَقيمٍ أو ضَرِيرْ
أَوْ زَهْرَةٍ في حَقْلِهَا
أو غادَةٍ في عشها..
أَلَيْسَ عَصْرُنَا الذي يَدْعُونَهُ ـ تَبَجُّحاً ـ عصراً حَديثْ؟
عصرَ التَّحَضُّر والرَّفاهية والترفْ؟
الْحُزْنُ في الْقُلُوبِ والْبُيُوتْ
فَكَمْ شَدَتْ فَيْرُوز ْ
لِلْقُدْسِ والسَّلامْ
وكَمْ شَدَتْ فيْرُوز
للْحيّ والرجوعْ
وغَنَّتِ الأشْجارُ في الْجِبالْ
تُعَلِّمُ ِ الإِنْسَانْ
مَحَبَّةَ الإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانْ
وَجَاءَ مِن عَلْيائِهِ جُبْرَانْ
لِكَيْ يُبَشِّرَ الأَنَامْ
بِالْخَيْرِ والصَّفاءِ والأَمَانْ
وَيَجْبُرَ الَّذِي انْكَسَرْ ..
مَضَى زَمَانُ الأَنْبياءِ يَا جُبْرانْ
لَهْفِي عَليكِ يَا بَيْرُوتْ
لَهْفِي عَليكِ يا غزَّةَ الشَّهيدَهْ
يا طِفْلَةً
بَريئَةً
وَليدةً
ولِيدَه..
هَذا زَمانُ الحَرْبِ
هَذا زَمانُ الْمَجَاعَةِ والَّسَّقَمْ
حينَما جَاءتْ " كُورونا "
أَحَاطَتِ “زَرْقاءُ الْيَمامةُ” عِلًماً:
كُلَّ البشَرْ
كُلَّ الحَجَرْ
هَمَسَتْ في آذانِ الشَّجَرْ
بمَوْتِ الإنسانْ
تحتَ أنقاضِ المَسَاكنِ والدِّيَارْ ..
هَلِ " الزَّرْقَاءُ " قَارئةٌ لِلْفِنجَانْ ؟
تَرَى ما لا يُرَى .. ؟
* " "جَلَسَتْ والدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا
تتأملُ مَآلَ الإنْسانْ
قَرأَتْ دَاخِلهُ، وَرَأَتْ في قَعْرِهِ الأَهْوَالْ
قَالَتْ: ” القتلُ عَلَيْنَا هَوَ الْمَكْتُوبْ ” * :
“كُوُرونَا ..
” أُوكْرانْيَا “..
“زَلازِلُ ” البَلَدَيْنِ الْجَريحَيْن.
“جَلَسَتْ وَالدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا ” *
تَسْتَعيدْ
ذِكْرَياتِ الْهَزائِمْ
وَالْجَرَائِمْ ..
في فلِسْطينَ، في ليبيا، في العراقْ
في بلاد الشامِ..
في كلِّ الْبِلاَدِ الْعَرَبِيَّهْ
ما رَأَتْ غَيْرَ الْحَرائِقْ
في الْمَرَافِئ
وَأَصابَ الْحُزنُ كلَّ الشُّعَراءْ
وَبَكَى " دُنْقُلُ " بَيْنَ يَدَيْ زَرْقَاِءِ اليَمَامَة **
مَاذَا يُجْدينَا البُكَاءْ
بَعْدَ أنْ حَلَّ البَلاءْ
بَعْدَ أَنْ فَتَّحَ فاهُ الْفَنَاءْ ؟
لَيْسَ في زَمَنِ السُّقْمِ الغريبْ
لَيْسَ في زَمَنِ الْحَرْبِ الْعَوَانْ
لَيْسَ في زَمَنِ الموتِ الزُّؤامْ
لَيْسَ في هذا الْوَاقعِ شِعْرٌ :
صُورَةٌ وَمَجَازٌ واسْتِعَارَة..
لا تَلُمْنِي
يا صَدِيقي.. إِنْ كَسَرْتُ الوَزْنَ
أَوْ أَخْلَلْتُ بِنِظَامِ الكَلِمَاتْ ..
* وظفتُ بعض أبيات نزار قباني مع بعض التَّصَرف، كما يُلاحظ القارئُ من قصيدة “قارئة الفنجان”، ديوان “قصائد متوحشة “، (ص: 12(
** قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل من ديوانه بنفس الاسم ، وقد كتبها الشاعر بعد الهزيمة سنة 1967.
2 ـ أين مني مجلس أنتَ به ؟
إلى الصديق الشاعر محمد الشيخي
أَينَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ
تَحتَ أَشْجَارِ « نَرنخوسَ » *
وَمَمْشَى الْبَحْرِ أَيْنَا ؟
هَلْ تُرَى نَرْجِعُ يَوْماً
نَحْتَسِي قَهْوَتَنَا تَحتَ ظِلالِ اليَاسَمِينِ؟
في انْتِظَارِ الشَّاعِرِ الْعاَشِقِ يَأْتِي
مُنْشِداً « أضحى تنائيهِ بديلاً من تدانيهْ »
هّارِباً مِنْ حَاسِديهِ
حَارِمِيهِ طِيبَ لُقْيَا عَاشِقِيهِ
أَيْنَ مِنَّا مَجْلِسُ الْعِشْقِ مَعَهْ ؟
بَعْدَ أَنْ حَلَّ صَبَاحُ الْبَيْنِ يُجْرِي أَدْمُعَهْ
هَلْ نُوَاسِيهِ، صَدِيقِي؟
أَمْ كِلاَنَا يَعْشَقُ الْحُسْنَ وَيَهْفُو لِلْوِصَالْ؟
لا يُؤَاسِيهِ سِوَى طِيبِ اللِّقَاء ْ
في الْبَسَاتِينِ الظَّلِيلَةْ
حَيْثُ « تَعْتَلُّ النَّسَائِمْ »
لاِعْتِلاَلِهْ
أَيْنَ مِنَّا مَجْلِسٌ نَحْنُ بهِ
بِـ«نَرَنْخُوسَ » بِمَارْبِيَّا الْوَدِيعَهْ؟
في انْتِظَارِ الشَّاعِرِ الْعَاشِقِ لُورْكَا
لِقَضَاءِ الأُمْسِيَهْ
نَحْتَسِي قَهْوَتَنَا تَحتَ ظِلالِ الْيَاسَمِينْ
وَنُغَنِّي أُغْنِيَاتِ الْعَاشِقِينْ
2 ماي 2020 * حديقة بوسط مدينة « ماربيا » بالديار الإسبانية
3 ـ رتابة ..
عِنْدَ انْسِلاَلِ اْلفَجرِ
مِنْ قَلْبِ الظَّلامْ
عِنْدَ انْهِمَاِر النُّورِ في أَرْوَاِحَنا
يُؤْنِسُنِي الضِّيَاءْ
يطْرُدُ مِن ْ أَدْغَالِ ذَاتِي وَحْشَتِي ،
أَسْرَابَ أَحْزَانِي ..
تُغَادِرُ الطُّيُورْ
سَرِيرَهَا
فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى جَزَائِرٍ الصَّفَاءْ
تَمْلَؤُهَا بِالشَّدْوِ والغِنَاءْ
وَيَخْتَفِي الظَّلَامْ
في عَتْمَةِ الْكُهُوفْ
لَكِنَّهُ يَعُودُ مُرْهَقاً حَزِينْ
فِي آخِر المَسَاءْ..
تَدُورُ في رَتَابَةٍ ، حَيَاتُنَا
مَا بَيْنَ صُبْحٍ مُشْرقٍ
يَبْدُو لَنَا سَرَابْ
وَبَيْنَ لَيْلٍ قَاتِمِ الثِّيَابْ
سنة 2020 .
4 ـ غزةُ الشهيدة الوليدة
لَهذهِ الْمَدائِنِ الغَريبَهْ
كآبةُ الْمَسَاءِ وَالْغروبْ..
سَماؤُها يَمْلَؤُهَا السَّوَادْ
وَلَعْنةُ الحُرُوبْ
تطوفُ في الدروبْ
في غزَّةِ..
قد دَمَّرتْ بُيُوتْ
و الْمَوْتُ لَا يَخْبِطُ خَبْطَ أَعْشَى لا يرى الطَّريقْ
بَلْ إِنَّهُ يصيبُ:
كُلَّ صغيرٍ أوْ كَبيرٍ أَوْ سَقيمٍ أو ضَرِيرْ
أَوْ زَهْرَةٍ في حَقْلِهَا
أو غادَةٍ في عشها..
أَلَيْسَ عَصْرُنَا الذي يَدْعُونَهُ ـ تَبَجُّحاً ـ عصراً حَديثْ؟
عصرَ التَّحَضُّر والرَّفاهية والترفْ؟
الْحُزْنُ في الْقُلُوبِ والْبُيُوتْ
فَكَمْ شَدَتْ فَيْرُوز ْ
لِلْقُدْسِ والسَّلامْ
وكَمْ شَدَتْ فيْرُوز
للْحيّ والرجوعْ
وغَنَّتِ الأشْجارُ في الْجِبالْ
تُعَلِّمُ ِ الإِنْسَانْ
مَحَبَّةَ الإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانْ
وَجَاءَ مِن عَلْيائِهِ جُبْرَانْ
لِكَيْ يُبَشِّرَ الأَنَامْ
بِالْخَيْرِ والصَّفاءِ والأَمَانْ
وَيَجْبُرَ الَّذِي انْكَسَرْ ..
مَضَى زَمَانُ الأَنْبياءِ يَا جُبْرانْ
لَهْفِي عَليكِ يَا بَيْرُوتْ
لَهْفِي عَليكِ يا غزَّةَ الشَّهيدَهْ
يا طِفْلَةً
بَريئَةً
وَليدةً
ولِيدَه..