شمعٌ أحمرٌ, وشريطٌ لاصقٌ , وقفل . خيبةٌ وغيمةُ غُبنٍ اجتاحت ملامحَ وجهِه , وصكُّ حَجْرٍ صِحِّيٍّ إلى جانبه اتّهامين؛ أحدهما بالاختلال و آخر بالجنون .
لمْ يكن ليتوقّعَ أن تكون الخاتمةُ على ما آلتْ إليهِ , ولم يكنْ ليتصوّرَ أن تكون إلّا بين حبّات البنِّ المطحون , ورائحةِ الهيل والمسكة ؛ التي...
حَنَّا مينة : بوابةُ العالم المخمليّ
إنّها , الرّواية , بقلم شيخِها , لذا سيكون لِزاماً على القارئ أن يُهيّئ نفسَه ُلدخول عالمِ اللغة المخمليّ من أوسع أقلامها , وأشدّها بذخاً و ثراء . عليه أن يخلع نعله , ويتطهّر , ويُنهِض عباءته حرصاً على ذلك القالب الروائي الغارق في الغرابة اللذيذة المتفردة ...
" أخيراً دوّنتكَ يا همَّ القلب وجرحه " .
عبارة تسرح بالقارئ وتعود به إلى الورق الأبيض . إلى أصلِ الحكاية المأساوية التي كان الورق منقذها . فأن يقوم أديبٌ وباحثٌ بتدوين نهاية سيرة أديبة عبقرية مثل " مي زيادة " , و أن يكشف ما كان مستوراً ومخبوءاً ويقدمه للعالم , يعني أن يتمتع بقدرٍ عالٍ من...