محمد آدم - عن عاشقة 1300ق.م

سألتنى صبية ذات يوم
قل لي يا أبتي
ما علّة وجودنا على الأرض
المزامير راحت
والدف سرقه اللصوص
والشمس التى كنا نخبؤها بين جيوبنا
(ونحن أطفال فى المدارس الابتدائية)
ألقوا بها إلى الجواميس
والنهر
والملاعق التى كانت بين أصابعنا
ذات يوم
صارت هى الأخرى
فلايات للعجائز
والمُسنّات
وداخل المقابر
هل تذكر ما قالته شجرة الجميز هذه
لنملة السيمياء
لم تصعد كل هذه السلالم يا أبتي
وأنت فى مثل هذه
الحالة
أليس هناك من قمر يعتمر قبعتك
ويزرر لك ياقة قميصك
وفى آخر الليل يصحبك إلى مقبرتك؟
الديدان تملأ الأصابع
وعلى أرضية السكك
سمكة عمياء تعزف كل ماتركه الأطفال
من أغنيات
للحجارة
ألم يعد للزمن من صنادل
ليلبسها فى رجليه
أو كراسات
يدون عليها مواويله
تلك التى نسيها المارة
تحت أرجل الدبابات
والمجنزرات
فقط أشجار ضريرة
ترتكتورات
وجرارات لمستشفيات الجذام
ومرضى الإيدز
آذانات الظهيرة
وخنفساء سداسية
ثمة سلاحف وتمر على الشرايين
لتراقب حركة الأورطى
وجمعيات حقوق الإنسان في
5مجلدات
حاملة طائرات تقف بالمرصاد
أمام..
عجلة الرأسمالية الشهباء
حراس ثورات الربيع العربي
أمام بنك اليانصيب الإلهى
رجال شرطة محافِظة دخلوا إلى الحكاية
العمومية لجارالنبى الحلو
ليفتشوا عن ورقة ساقطة من مذكرات
ديكتاتور سابق
فى دهاليز محكمة الجنايات الدولية للصليب الأحمر
ماذا نفعل يا أبتي فى كل هذا العالم؟
ولم يعد لنا من مكان حتى ولو فى حديقة
الحيوانات
والطيور المنوية
أين هى الينابيع التى حدثونا عنها
فى حكايات الجدات
والأرامل
وماذا عن الشرايين التى تجز
عنق الوردة
فى الحديقة الخلفية للزمن القادم
وما أصل كل تلك السيمفونية العجائبية
والغرائبية
التى اخترعها الهنود الحمر
على ساحل النسيان
وحواف المجرات
ولماذا يموت الأمل على شكل صرصار
فى النهاية يا أبتي؟
ولماذا تحيا العناكب الملونة على
جزيرة الديدان واللفت
هذه على شكل الـ.. هو
والـ.. أنت
هل كان حقا النبي داوود يعزف على المزامير؟
وما حكاية امرأة أوريا الحتي الذى ألقاه
فريسة سهلة للذباب
والبعوض
والقمل؟
ولماذا ذبح القساوسة الجميلة هيباتيا
وتركوها عرضة الوحوش
والمشاركات الشريرة
وجرجروها فى الشوارع الخلفية
لحلقة الوصل التاريخية
لوحوش اللاحقيقة
وجداول الدم
والمازوكية
وأين أولئك الذين جلسوا إلى الرب لساعات طويلة
فى العشاء الأخير
ولم يتركوا على الأرض سوى فئوسهم
المنوية
والممددة بين الكوانين
وقوالب الفنتازيا
أرجوك يا أبتي
اسندنى قليلا
لئلا أقع فى الهاوية
فأنا

مريضةٌ حبًا...!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى