عبدالرحيم التدلاوي - إغلاق

كنا متكئين على سور فندق فاخر نتبادل أنخاب الحب ونتملى جمال الطبيعة الممتدة حولنا، وإذا بنا نسمع ضوضاء قادمة من الأعلى، رفعنا بصرنا لنشاهد رجلا يخرج بعنف من النافذة وحوله نثار زجاج، تهاوي ليرتطم بشدة بالأرض، رفع بصره نحونا، وقال:
- اهربا، الموت قادم.
وحزمنا أمرنا، لا أعرف ما جرى، أنا في غرفتي الآن أرتجف من شدة الخوف، شغلت التلفاز لأتابع الأخبار، أصبت بحيرة أخرست لساني، كانت صورتي تملأ الشاشة، وأنا أقول مصرحا: كنت في غرفتي أستمتع بوقتي، وإذا برجل غاضب يقتحمها، ينهال علي ضربا ورفسا، ثم يطوح بي، أخرج من النافذة محلقا، ومن حولي نثار زجاج، وأثناء تهاوي، تخيلت نفسي متكئا مع حبيبتي على سور فندق فاخر، نتبادل الهمس واللمس والقبل، ونستمتع بمناظر الطبيعة من حولنا، وحين ارتطمت بالأرض، رفعت بصري، لأجد حبيبين ملتصقنين، من أثر الصدمة أم من أثر العشق؟ قلت لهما:
- اهربا، الموت قادم
وأغلقت عيني كليا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى