موشي بولص موشي - الَّذِي غَدَرَ بِهِ الْقَدَرُ

فِي كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدٍ وَ عِنْدَ الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ يَخْطُو نَحْوَ حَدِيقَةِ الْمَنْزِلِ لِمُدَارَاةِ الْأَزْهَارِ وَ الْأَشْجَارِ وَ رِعَايَتِهَا ، وَ فِي يَدِهِ قَدَحُ الشَّاي ، مُقْتَعِدًا كُرْسِيَّهُ الأَثَرِيَّ ، غَارِقًا فِي تَأَمُّلَاتِهِ . تَـقَاعَدَ مِنَ السِّلْكِ التَّرْبَوِيِّ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ ، أَدِيبٌ مَعْرُوفٌ ، عَاصَرَ وَاحِدَةً مِنَ أَهَمِّ الْجَمَاعَاتِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي أَطْبَـقَتْ الْآفَاقَ شُهْرَتُهَا . نَلْتَـقِي بِهِ كُلَّ أُسْبُوعٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ دَوْرِيًّا ، كَأَنَّهَا مَوَاعِيدُ مُقَدَّسَةٌ لَا يُمْكِنُ تَغَافُلُهَا لِأَيِّ سَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ ، فَالْأَعْذَارُ مَرْفُوضَةٌ ، وَ فِي جُعْبَتِنَا دَوْمًا الْكَثِيرُ مِنَ الْأَسْئِلَةِ الَّتِي تَخُصُّ الْلُّغَةَ لِنَطْرَحَهَا عَلَيْهِ . مَعْرُوفٌ عَنْهُ فَصَاحَةُ الْلِّسَانِ ، يُقَوِّمُ لَنَا هَفَوَاتِنَا فِي هَذَا الْمِضْمَارِ . أَسْمَيْنَاهُ " بَالرَّجُلِ الَّذِي يَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ " لِأَنَّنَا نَخْجَلُ مِنْ ذِكْرِ عُنْوَانِ أَيِّ كَتَابٍ اِقْتَنَيْنَاهُ حَدِيثًا تَبَاهِيًا لِأَنَّهُ عَلَى عِلْمٍ بِهِ ، وَ قَدْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتْمًا ، وَ سَيُسْرِدُ عَلَيْكَ كُلَّ تَفَاصِيلِهِ حَتَّى الْمُمِلَّةِ مِنْهَا إِنْ شِئْتَ!.عَلَى يَدَيْهِ تَخَرَّجَ جِيلٌ مُتَنَوِّرٌ ، سَاهَمَ فِي نَهْضَةِ الْأُمَّةِ وَ تَـقَدُّمِهَا ، وَ كَمْ مَرَّةٍ اِبْتُعِثَ مَعَ زُمَلَاءَ لَهُ إِلَى أَقْطَارِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ لِإِحْيَاءِ الْلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فِيهَا بَعْدَ أَنْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَيْرِ الْاسْتِعْمَارِ الْفَرَنْسِيِّ الْغَاشِمِ . نَجَا بِفَضْلِ اللهِ وَ هُوَ كَهْلٌ فِي الْآوِنَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ مَوْتٍ مُحَقَّقٍ لَمَّا دَاهَمَتْ دَارَهُ فَجْرًا عِصَابَةٌ مُسَلَّحَةٌ ، كَمَّمَتْ فَمَهُ ، عَصَبَتْ عَيْنَيْهِ ، قَيَّدَتْ يَدَيْهِ ، ثُمَّ أَشْبَعَتْهُ ضَرْبًا بِأَخْمَاصِ الْمُسَدَّسَاتِ وَ أَدْمَتْهُ إِدْمَاءً ، سَرَقَتْ تَحْوِيشَةَ الْعُمْرِ مَعَ كُلِّ الْمُسْتَنَدَاتِ الْأُصُولِيَّةِ وَ الْمُسْتَمْسَكَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَ لَاذَتْ بَالْفِرَارِ ، فِيْ وَاحِدَةٍ مِنْ أَبْشَعِ الْجَرَائِمِ الَّتِي سَادَتِ الْبِلَادَ فِي الْعَقْدَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ ....... وَ لَا يَزَالُ التَّحْقِيقُ جَارِيًا بَحْثًا عَنِ الْجُنَاةِ!.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى