مصطفى مدثر - كومباكت

مشاهدة المرفق 1335





كيف تنعمل اجازة كومباكت؟ لدي أيام لابد أن (استعملها).
بمجرد أن أخذت الاجازة صارت الأشياء سائلة وصنعت لها جداول ودروب. ما من موضوع واحد كنت أنتظر له الاجازة، مد رأسه!
الغناء الذي قلت (أضايرو) بهنا وهناك ثم أسمعه حتى ينهري، بالله زاغ مني في اليوتيوب مثل زوغان سمك الصير من شباك قديمة.
اجازة يصعب الامساك بها. يا جماعة!
هو ذاته، فكرة اجازة كومباكت، من أين جاءت، لست أدري!
أغلقت باب الغرفة من الخارج وعدت لها من الشباك الضيّق ولحظتها جاءني، على خفيف، معنى اجازة كومباكت، بالله لغاية ما سلخت يدي حتة الكوع الّذي لا أعرف كيف ألحسه! طيب! كل شيئ موجود داخل الغرفة له صلة بالاجازة لكن الغرفة تحتاج تدعيم لأن الأشياء في سيولتها، كما تعلم، لا أحد يدري ما يخبئه لك كتاب أو سي دي أو ربما يخرج من اطاره وطوره ذلك الشيخ في الصورة الذي وقع عليّ، كشيئ غير مؤكد، أنه أحد أعمامي من ماضٍ سحيق.
أشياء الغرفة، فيما بدا لي، هي التي ستتولى مسألة أن الأمر كله سيكون كومباكت. فهنا كتاب صعب، وآخر أصعب منه هناك، كما أنني عادة لا أحرك هذا الكتاب المرجعي الضخم لأنه يحاول أن يشرح لي أشياء أدركها بأحسن منه. إنه الآن، وبشكل مريب، في غير موصعه وأنا لم أحركه وهو كومباكت رغم ضخامته. الدبابة كذلك، ليس في غرفتي دبابة، ولكن الدبابة تعتبر كومباكت. وهناك تلك المصفحات الغريبة التي كانت تطلع عادة عند انفضاض المظاهرة. هي الأخرى كومباكت ولكن كانت تصيبني بحنين غريب ربما لظلها الكومباكت لو سمح لي الجنود بالدخول فيها هرباً من الحر. المعجم الضخم بجانبه يرقد كاسيت قديم أعرف محتوياته ولكنه توقف عن البث مع احتفاظه بشكله الموغل في الكمبتة. سبعة أشياء أخرى لا تشتغل بالمناسبة ولكنها قاعدة معززة مكرمة. ربما في انتظار حريق يأخذها أما أنا فلا أحرق الكتب ولا الكاسيت ولا أوراق النصوص المعتتة رغم أنني أعتقد أن أي كاتب يحتفظ ب أو يلجأ لنصوص كان قد كرفسها ولعنها ورماها بعيداً، ولكن ليس بالضبط في سلة القمامة، هذا الكاتب التائب إلى نصه، أعتقد أنه كاتب دنيئ وقد يكون فاشلاً.
قررت أن ألملم أطراف الاجازة بعد أن تيقنت وطمأنت نفسي أن الاجازة شأن داخلي(؟) أو حالة وجودية(؟) "نو. ليس لهذا القدر" طيب، هي حالة انسانية(؟) "لا دي شكلها كارثي ومدر للعطف!" طيب، هي حالة وأنساني"!
مؤكد أنني طمأنت نفسي على شيئ.
إن من أوغر صدري بفكرة اجازة كومباكت لا يمكن الوصول إليه إلاّ بخرق إحداثيات الأبعاد الوجودية! انه شخص يتراءى من وراء فكرة أو ربما كان من الخارجين عن الأحلام الذين وصفهم مقدم برنامج بالأمس على الراديو. ومن الغباء أن تتخذ لبرنامج إذاعي مادة تتحدث عن مستويات وجودية مختلفة لأن ذلك يحتاج لشرح ولغة جسد. ليس فقط صوت يهرف بما لا يعرف.
من ناحية أخرى، أعتقد ان كومباكتية الاجازه كفكرة اشترك في صياغتها ذلك الصحابي الذي تم اعفاؤه من الجهاد في واحدة من (خناقات) الدعوة المحمدية. أذكر أنني تركت القصة كلها وكان فيها محمد (ص) الذي تقدم هو وصحبه نحو الجهاد بينما قفل ذلك الرجل راجعاً. فبتلقائية شديدة رجعت معه، ومشيت وراءه! أي معركة أمشي لها أنا؟ المهم هذا الزول، بعد أن كان مجرد شخص تم استثناؤه من قتال الكفار، هو تاريخي وسابقة وربما أضمر رؤية مختصرة سلبية للدعوة نفسها. والرجل، على أي حال، سابقة في الاذونات! لقد كان سهلاً ومفيداً توفيره من الموت بالنظر لأن الموت كان حادثاً كبيراً في تلك الأيام. وكان مراحل، رغم انطوائها على اجراءاتها، تلك المراحل المنتهية بشهقة واجبة، والتي كانت تتم بطريقة محكمة وبكيفية ما مصمّتة.
كانت أشياء الغرفة تتشكل كنموذج للفوضى ولربما تحوّلت إلى ثقب أسود مدلهم تخرج منه ذكريات لا يطرب لها أحد. إنها الآن، الشيئ الملفوف على نفسه، ويخدش الحوائط، ومدبب وماضٍ!
الآن فقط بدأت أتبين ملامح الاجازة الكومباكت!






* sudan4all

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى