عبد القادر وساط - من أحلام جيم هاريسون

رأى الكاتب الأمريكي جيم هاريسون، فيما يرى النائم، أنه تائه في صحراء نيڤادا، وأنه ظل يمشي وحيدا تحت الشمس الحارقة، إلى أن وجد نفسه أمام قاعة سينمائية متهالكة، كُتب عليها بحروف حمراء كبيرة: سينما أنيترا.
كانت تلك القاعة هي البناية الوحيدة في ذلك القفر الشاسع، ولاشيء من حولها، على امتداد البصر، سوى كثبان الرمال.
أمام باب السينما، كان هناك رجل أسود البشرة، شديد الضخامة، يجلس على كرسي خشبي مهترئ ويحدق في الفراغ، بينما العرق يتصبب من جسده.
توجه جيم هاريسون نحوه وهو يلهث من التعب، وحين اقتربَ منه، فوجئ بأنه يشبهه تمام الشبه. كان الفرق الوحيد بينهما هو لون البشرة.
نهض الرجل وصافحه بحرارة ثم قال له:
- أهلا بجيم هاريسون الأبيض. أنا جيم هاريسون الزنجي. لقد كنت متأكدا أنك ستأتي، مهما طال الأمد.
ثم أشار إلى كرسي فارغ بجانبه ودعاه للجلوس قائلا:
- هو ذا كرسيك ينتظرك.
جلسَ جيم هاريسون الأبيض على ذلك الكرسي، بجانب جيم هاريسون الزنجي، الذي كان يمسك في يده اليسرى عددا قديما جدا من جريدة النيويورك تايمز.
في الجهة المقابلة للسينما، كان هناك حبل غسيل، مشدود بين شجرتين صغيرتين ميتتين، عُلقت عليه ملابس نسوية داخلية.
أراد هاريسون الأبيض أن يسأل عن صاحبة تلك الملابس، لكن هاريسون الزنجي قاطعه قائلا:
- هل نسيتها حقا؟ أنا ظننت أنك جئت هنا من أجلها.
ثم ناوله ذلك العدد القديم من النيويورك تايمز، الذي انطمست حروفه، وقال له:
- حاول أن تقرأ ما جاء هنا، في الصفحة الأولى، وسوف تتذكر كل شيء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى