سفيان صلاح هلال - النهرُ مَرَّ مِنْ هُنا..

كانت ممالك الخَواءِ،
والحنينُ في عناق الأخْيِلةْ..
كان اشتهاء كلِّ شيءٍ
يشتهي الفضاءُ طيرًا
تشتهي الأرضُ الحقولَ
والحياةُ زفرةٌ
أوْ رجْمةٌ
أو زلزلةْ..
قال البعيدُ
هذه
أغنيةٌ
للشوقِ..
ثم شدّ موجَه
نحْوَ حلِّ المشكلةْ
... ... ...
في البدءِ كانت الحروبُ ...
دقّت الغاباتُ سدًا
لغّمت مستنقعاتٌ سكةَ الزحفِ الحنونِ
فاحتوى بالأخضرِ الجافَ

وبالسواحلِ الشتاتَ
واكتوى مُسدّدًا فواتير العبورِ...
ثمَّ عاد يقرأ الرحلة َ
مما لمْ يكنْ
حتى الذي يظن أنه خواتيمُ السطورِ
قال
"تصنع القوانينُ القوانينَ...،
ومثلي
هل عليه غير تعميقِ الجذورِ؟
داعبتْه بالمسافةِ المسافةُ
اشترى العمارَ بالضياعِ
جرَّ أنفاسًا عميقةً
وراح يستعدّ للرمالِ
للقرونِ
للصخورِ
للأراضي القاحلةْ
... ... ...
ماذا نسيتَ ؟
هل هذه القرى التي زرعْتَها علي الضفافِ؟
كيف هذا الجسد التوى
وأنت من حفرْتَ في عميقهِ الشرايينَ
وتغلغلت بروحِه
ولحمِه
وعظمه
وصخره
وكله
وصرت مصدرَ الأحزانِ فيهِ
والسرورِ
والحروف
والنقاط الفاصلةْ؟
... ... ...
الوقت أَوْفَى،
دسّ حَفْرًا لِفَمـٍ يمنحُ قلبًا قُبْلةً
في حين ضيّع الفضاءُ الكلماتِ
والحبيبين
كما ضيّع تاريخ الرياح
والحنين
والعطورِالمذهلة
... ... ...
ماذا نسيتَ؟
أو تراك لم ترَ الذي انبرَى
يقضِي على معابدِ الحلمِ الذي ظننت
أنه استقرَّ..
والممالكُ استقرَّتْ في مداره
... ... ...
أظن أنك انتشيت بالصحاري والقرى
تروّض الأحجارَ
والوديانَ
والإنسانَ
والغاباتِ...
هل فكرتَ في
غوايةِ المدينةِ التي، يكيد للأليفِ قفزُها
داكًّا ثوابت الشعورِ
مستثيرًا كل طاقات الخلايا العاقلةْ
... ... ...
يا نهر،
هل في سكرة الأحلام غابت
عنك شمس الأسئلةْ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى