زهدي الداوودي - إنتظار في المقهى..

لأول مرة تحدث مشادة غير اعتياديه في مقهى "الشاي الحلو".
ولأول مرة أيضا يجري تطويق البناية المتواضعة التي بنيت بالطين والحصران والصفيح في إحدى الضواحي الشعبية. ولأول مرة أيضا يتم تبليغ الشرطة عن الموقف، بغية اكتشاف الحقيقه التي دخلت الأفواه في كل مكان. ومن الجدير بالذكر أن التبليغ المباشر والرسمي جرى من قبل شخص له علاقة مشبوهة بالامن ويشهد معظم الزبائن بأن الذنب يقع على عاتق هذا البدوي الذي أحتل الزاوية القريبة من منضدة دفع الحساب. إن مجرد أختيار موقع قدم وحجز خمسة كراسي هي في الأساس جريمة لا تغتفرخاصة بالزبائن الدائميين دون أن يتمكن أحدهم ازاحته من مكانه. افتهم منه بعض الزبائن أنه لم يأت إلى هنا كي يشتري القهوة ويحتل المقهىى. وهو لا يريد أن يحتلها بتاتا.كل ما يحتاجه.هو مجرد أخذ اخته إلى قريتها أو قريته من قبل شخص له علاقة مشبوهة بالامن ويشهد معظم الزبائن بأن الذنب يقع على عاتق هذا البدوي الذي أحتل الزاوية القريبة من منضدة دفع الحساب. إن مجرد أختيار موقع قدم وحجز خمسة كراسي هي في الأساس جريمة لا تغتفرخاصة بالنسبة للزبائن الدائميين دون أن يتمكن أحدهم ازاحته من مكانه. افتهم منه بعض الزبائن أنه لم يأت إلى هنا كي يشتري القهوة ويحتل المقهىى. وهو لا يريد أن يحتلها بتاتا.
قال البلطجي الذي يعتبر نفسه مسؤولا عن أمن المقهى والذي كتم انفاسه بصعوبه:
"هل يمكنك أن تقول لي ما هي علاقة أختك بهذه القهوة؟ هل تدري بأن للمقاهي تقاليدها وحرمتها ثم هل أنت شريك صاحب المقهى كي تتصرف بهذ الشكل؟"
أراد أن يقول: هذا الشكل المخزي، بيد أنه فكر في امكانية الرجل وطاقته وجدوى الدخول معه في معركة خاسرة . آثر البلطجي الصمت.
أطبق عليهما صمت مريب، مشحون بطاقة تكاد تفجر الكون اللانهائي.
طال الصمت الذي دفع البدوي إلى الكلام:
"حسنا فعلت بسكوتك يا أخي. لقد أنقذك لسانك أخيرا من العبث بالكلمات"
شعر البلطجي بإهانة مبطنه أوقعته في ورطة لا مخرج منها. ورطة مخيفة يحس بها لأول مرة في حياته. قبل أن يترك منزله، فكر في الكلمات القليلة التي نطق بها البدوي أكثر من مرة..إنه تهديد صريح واعتداء صارخ. إنه لم يأت إلى هنا عن طريق الصدفة. لا شك انه يلعب دورا كبيرا لا يفهمه كل من هب ودب. قال البدوي وهو يحدق في ملامح الرجل،
الذي جعل من نفسه بلطجيا، دون أن يمارس مهنته، ثم التفت إلى الحاضرين الذين لا يتجاوز عددهم الثمانية ، انكمشوا على أنفسهم وهم يرتجفون من شدة الخوف.
لم يحصل أفراد الشرطة على أي مستمسك يؤشر إلى وجود شئ غير اعتيادي. جرت مساءلة سريعة مع زبائن القهوة فيما إذا انتبهوا إلى وجود مشكلة مهما كانت صغيرة. أجابوا كلهم بصوت واحد:
"لا يوجد أي شيء من هذا القبيل سيدي"
قبل أن يترك معاون الشرطة الغرفة الصغيرة التي جرت فيها التحقيقات، صدرت فجأة أصوات احتجاجة عالية وصرخات تطلب المساعده الانسانية للتخلص من كابوس السراديب وتطلب انقاذهم من الاغتصاب الجماعي. وفي اللحظة التي دخلت فيها مجموعة من الجمال والبغال المحملة بما يشبه البضائع، أراد شرطي أن يكبح جماح بغل هائج، يحمل حملا ثقيلا. بيد أن البغل كان أسرع منه. ولكن، أقل خبرة. وتمكن الشرطي من تمزيق الحمل بحربته الحادة وكان أن تدحرجت من على ظهر البغل على الارض خمس رؤوس نسائية مقطوعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى