أجود مجبل - ما تبقَّى من ذاكرةِ الهُدْهُد.. شعر

لي بينَ عينيكِ
يا تفاحتي وطنٌ آوي إليهِ كعصفورٍ
وأختبئُ

أتذكُرينَ ؟ إذِ الأيامُ ناحلةً تنأى
وأوراقُنا بالمحوِ تمتلئُ

وخلْفَنا كانت الأعوامُ
مِنفضةً للراحلينَ ووعداً راعَهُ الصدأُ

إذ لا بلادٌ
نُربِّي فوقَها فَرَحاً
و لا نعُاسٌ على مَجراهُ نتّكِئُ

كلُّ الصباحاتِ
كانت تستخِفُّ بنا
وكُلُّ ليلٍ
علينا كان يجترِئُ

نكتظـُّ بالسُّدُمِ الأولى وتُنكرُنا
وتسرِقُ الريحُ ظِلَّينا
فننطفئُ

وكُلَّما نَرتدي حُـلـماً ونألفـُهُ
تعدو عليهِ صـُراخاتٌ
فيهترئُ

وإنْ تدلَّى نهارٌ
فوق نافذةٍ
يستوحشُ اللّوزُ مُرتاباً وينكفئُ

فكم تفشَّى غُروبٌ
في ستائرِنا
ونامَ فوقَ مرايا بوحِنا
ظَمأ

وتاهَ هُدْهُدُنا
في وَهْمِ رحلتِه فماتَ وجداً
ولمْ تحفِلْ بهِ سَبَأُ

إذْ هامَ بالعسلِ الجمريِّ مُلتمِعاً
حتى ﭐنحنى في أقاصي حزنِهِ نبأُ

**********

العشقُ
كان كتاباً نَستضيءُ بهِ
إنـّا كتبناهُ
والعشّاقُ كمْ قرأوا

فكيف تَغتصِبُ الأنهارُ غِبْطتَهُمْ
كـأنَّ آثارَهم
في رملِها خَطأُ

لم يَعرِفوا
غيرَ فُقداناتِهم مُدُناً ليسكُنوها
و في نسيانِهم نشأوا

هُمْ يركضونَ كما الأطفالِ
ما هدأتْ أحلامُهم فوق ميناءٍ
ولا هدأوا

بَنـَوا من الغرقِ الفِضِّيِّ مملكةً
وحين غـَطـَّتـهُمُ أمواجُها نتأوا

همُ الأكيدونَ
لا تفـنى أصابعُهم
وكلَّما نَضَبَتْ أقدامُهم بدأوا

فيا عراقيَّةَ العينينِ ،
في جسدي كلُّ الصحارى
وأنتِ الماءُ والكلأُ

كَمْ كنتِ مَعنايَ في المنفى
وكنتُ أنا نهراً شريداً
إلى مَعناهُ يلتجئُ



أجود مجبل / شباط 2000 م
من ديوان( محتشد بالوطن القليل)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى