عبدالله نادي عبدالوهاب - ملح.. قصة قصيرة

قال بصوت متهدج يقذفه اللهاث علي مسامعنا كالشظايا

- لا ... لا استطيع

ثم ارتمي "علي "في منتصف الطريق علي بقايا الزجاج المتهشم وقطع البازلت الحادة حتي اعتصر تراب الطريق بدمائه الساخنة فسمعنا ضحكة ساخرة منطلقة من داخل كومة القمامة المحاطة بالسلك الحديدي

- ما يقع الا الشاطر .

توقفنا فورا بجانبه مد احدهم يده اليه صائحا

- هيا لا يمكننا الانتظار كثيرا

صاح احدهم

اتركوه ان التئمت جراحه سيتمكن من النهوض والمضي مرة اخري وان لم يستطع سيزحف الي السور وهناك سيجد له مكان داخل الكومة
اما انا فلا استطيع الانتظار اكثر من ذلك وسانطلق بمفردي

قال اخر وهو يشير الي داخل الكومة
انظروا الكلاب تحرس الثلاجات والخنازير تدس انوفها
في القذارة وبقايا الطعام ؛ لا نستطيع ان نتركه ان دخل زاحفا الي داخل الكومة ستمزقه الكلاب او تتبرز عليه الخنازير
سنحمله علي اكتافنا

رد اخر

ان لم نداوي له جراحه فلا فائدة من كل هذا
هل ما زال مع احدكم ملح !

صاح احدهم نعم ليس معنا اوفر منه وناوله اياه
فوضع الملح بداخل الجروح حتي توقف النزف ثم وضع سبابته بداخل كيس الملح ثم نفخ باتجاه اصبعه حتي تبقي قليل من رذاذ الملح عليه وفتح عينه ومرر اصبعه بداخل محجري العين حتي صرخ المصاب

- الان نستطيع ان نتركه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى