محمود حسن إسماعيل - في غدير السُّكون.. شعر

تَعَاَليْ تَذبْ في غَديرِ السُّكونِ = وَنَخْرِقْ أَسانا عَلَى ضِفَّتِهْ
تَعَاَليْ نَكُنْ صَمْتَةً في دُجاهُ = وَذِكْرَى هَديرٍ على مَوْجَتِه
تَعَاَليْ نَسِرْ في جِنازِ الغُروبِ = شُعاعاتِ ثُكْلٍ على صَفْحَتِه
تَعَاَليْ. . . فَإنا بَقايا لهيبٍ .= حَشا الدَّهْرِ يَفزَعُ منْ وَقْدَتِه
فما نَبْتَغي مِنْ رَمادِ الزَّمانِ؟ = ومِنْ لَغَطِ النَّاسِ في ضَجَّتِه؟
حَضِيضٌ حَياةُ الوَرَى كُلُّها = وإثْمٌ يَهيمُونَ في لوثَتِه
فطيرِي بِنا عَنْ سَماواتِهم = إلى أُفُقٍ هِمْتُ في عُزْلَتِه
بَرِي الحَواشِي كقَلْب النُّجُوم = وكالمَلكِ الطفِّل فيِ غَفْوَتِه
عَفِيفُ اَلْخَيالِ كأَني بهِ = تَهادَيْتِ وَالفَجْر في رَبْوَتهِ
تَعَاَليْ فَإنِّي سئمتُ الحَياةَ = وَعِفْتُ الشَّبابَ على نَضْرَتهِ
تُطِلُّ بِعُشِّي نُجُومُ السَّماء = جِرَاحَا توَلْوِلُ في ظُلمَتِهِ
وَيُلقي حَوَالَيْهِ لَيْلُ الوْجودِ = خُطَا مَارِدٍ لَجَّ في ثَورَتِه
وَقَلبِي بِهِ وَتَرَدٌ وَتَرٌ أَشْعَلَتْ = خَيَالَ السُّكُونِ رُؤَى نَغْمَتِه
تَعالَيْ نَعِبْ في تَهاوِيِلِهِ = وَنَفْنَى مَعَ الصَّمْتِ في نَشوَتِه

محمود حسن إسماعيل
مراقبة الثقافة - بالمعارف



مجلة الرسالة - العدد 371
بتاريخ: 12 - 08 - 1940

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى