الخمرة علي وجيه - اجلاء الغبرة عن شرح مصطلحات الخمرة

توطئة

أتصوّر – بشكلٍ شخصيّ – أنّ الإنقطاع عن تدوين تفاصيل الحياة الشعبيّة العراقيّة جرمٌ كبيرٌ بحقّ حياتنا، فنحنُ الآن نبدو عطاشى حين نقرأ (معجم الكنايات البغداديّة) لعبّود الشالجي،
أو بعض مؤلفات الشيخ جلال الحنفي، لاشتمالها على الغريب من كلام العامّة وما يُلقي ضوءاً أكبر على حياتهم آنذاك..
أثناء تجوالي في الفيسبوك، وصلتُ لمدوّنة لبعض المواطنين العراقيين، وهذه المدوّنة تحتوي على حكايات جرتْ في البارات العراقيّة المُختلفة، ووجدتُ شاعراً عراقيّاً [ رفض أن أكشفَ اسمه أثناء العمل على مشروع المخطوطة الإلكترونيّة ] قد جمع قويميساً صغيراً لـ"المصطلحات الخمريّة الشعبيّة في العراق"، وقد أسميتُهُ بـ"إجلاء الغبرة عن شرح مصطلحات الخمرة"، ويذكر فيها هذا الشاعر أحوال مُعاقِر الخمرة، و أسماء وكنايات خمرته، و أدواته، وقد رأيتُ أنّ من المهم جمع هذه الأسماء و شرحها، وقمتُ أيضاً بجمع التعليقات من تحت هذا القويميس و تشذيبها واعادة صياغتها وإضافة بعض المعلومات منّي، سعياً ومحاولة لجمع شتات "سينوغرافيا" اللفظ الشعبي العراقي، و تفاصيله المثيرة، خصوصاً وأنّ "ناقل الخمر ليس – بالضرورة – شارباً!".

المحقق

اعلمْ – سلَّمك الله – إنّ الخمر هي اختراعٌ عراقيّ، يرجع أصله إلى بلاد سومر بالذات، حيثُ عرف العراقيون القدماء في زمن سومر وبابل وأكد وآشور النبيذ والخمور والجعة (البيرة)، وأعتقد بأن السومريين كانوا أول من توصل إلى صناعة البيرة، حيث كان عندهم سبعة أنواعٍ منها، وكانوا يصنعونها من الشعير وزهر نبات الهبلون . وفي قصة الخلق نجد الآلهة تسكر أثناء إحدى الولائم، وتصبح ثرثارة ومُهتاجة!.
وفي ملحمة كلكامش نجد أن الرجل المتوحش أنكيدو .. رفيق كلكامش، يتم تقديمه إلى الحضارة من لدن عاهرة المعبد، وإن أحدى الممارسات الجديدة التي تعلمها، هي تناول الشراب المُخمر، ويقول النص : "لقد تناول الجعة ( البيرة ) سبع مرات، مما أدى إلى تحرر روحه، وراح يهتف بصوت عالِ وقد إمتلأ جسمه بحسن التكوين، وأشرق وجههُ!.
وكان للسومريين عدة آلهة، لكل واحدة منها إختصاص مُعين، ومن ضمن هؤلاء الآلهة كان إله العربدة ( سيريس )، وهو الإله المسؤول عن تحويل الشعير إلى جعّة، وهو الشراب القومي يومذاك.
أما عن خدمة الآلهة في معابد بابل فيقول كتاب ( الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور - جورج كونتينو ) : [ في كل يوم من السنة، وفي وجبة طعام الصباح الكبيرة، كانوا يهيئون أمام تمثال الآلهة ( آنو ) 18 إناءً على مذبحهِ، 7 عن اليمين، 3 منها لبيرة الشعير، و4 أخرى من البيرة المسماة ( لَبكو )، و7 أواني عن اليسار، 3 من بيرة الشعير، وواحداً من بيرة ( لَبكو )، وواحداً من بيرة ( ناشو )، وواحداً من بيرة ( الجرة )، وإناء آخر من الجص للحليب، وبالأضافة لكل ذلك كانوا يضعون 4 آنية مصنوعة من الذهب للخمر المعصورة].أهــ نلاحظ هنا أن الخمر المعصورة قد تم إعطائها أهمية وقيمة أكثر من الحليب والبيرة، وذلك بوضعها في أواني ذهبية، وهذا دليل على أن العراقيين كانوايعشقون ويقدرون الخمر الجيدة.
نفس الكتاب يذكر أن تأثيرات السُكر بالخمور كانت شائعة ومعروفة، وكان الطب عندهم يعالجُ حالات السُكر كما لو كانت حالات مَرَضِية أو تسمم حقيقي !!، وكتاباتهم المُكتشفة تُعلن وبكل أهمية : [ إذا ما تناول شخص ما، كمية كبيرة لخمر قوية، وإذا ما إضطرب رأسه، ونسي كلامه، وأصبح حديثه هذراً، وتشتتت أفكاره، وتزججت عيناه، فإن علاج ذلك هو أن يأخذ - تعقبُ ذلك قائمة تضمُ 11 دواءً - وأن يُمزج الدواء
بالزيت والخمر عند إقتراب الآلهة ( غولا ) في المساء وهي آلهة الصحة عند السومريين وتُصَوَر دائماً مع كلب هو تابعها أو رمزها )، وفي الصباح وقبل شروق الشمس، وقبل أن يقوم أهل المريض بتقبيله، فدعوه يتناول الدواء، وسَيُشفى حتماً].
...ومن هذا المُنطلق، عشق العراقيّون الخمرة على مدى التأريخ، وهذا ما يجعلنا نظنّ بأنّ هذا السبب كان من الأسباب الرئيسة التي جعلت خلفاء بني العبّاس يستقرّون فيها، فما خلا المنصور كان العبّاسيون شرّابي خمرة بإفراط.
أمّا في الزَّمن الحديث، خصوصاً بعد منتصف القرن العشرين، كان العراق وبغداد مليئين بالحانات المُختلفة، تزيد وتنقص بحسب النظام السياسي، تزدهر بالسبعيينات، وتقلّ بالثمانينيات – باعتبار أنّ أغلب العراقيين كانوا على الجبهة بمواجهة الموت -، ثم تختفي نهائياً عام 1994 بسبب "الحملة الإيمانية" التي قام بها صدّام حسين [ هههههه : المحقق]، ثمّ لتعاود الظهور بكثرة ما بعد 2003 ثمّ منعها من قبل بعض المسؤولين وارجاعها وهكذا دواليك...

الباب الأول

ما جاء في أحوال وكنايات الشارب

* لحيمي : المبتدئ أو المستجد بمعاقرة الخمر، نسبة إلى صغار الطير التي تطعمها أمها.
*مقندل: واصل مرحلة التوهج والإنتشاء، والكلمة مشتقة من كلمة قنديل أي مصباح أو قندول أي أصيص الزهر، وهذه الكلمة كانتْ تُستخدم كشتيمة، انتقاصٌ اجتماعيّ لأنّ الـ"مُقَنْدِل" هو الذي يعمل بايقاد قناديل الأزقّة، وهي وظيفة مُتدنّية اجتماعية، ومن أشهر مزاويلها هو القوّاد داوود اللمبجي الذي رثاه الشاعر عبّود الكرخي بـ"هجائية!" شهيرة مطلعها
"مات اللمبجي داوود وعلومه، تعالوا دا نعزّي اليوم فطّومة".
* معوّز: لم يصل لمرحلة الإكتفاء ويطلب عوازة أي تكملة ليصل إلى مرحلة الانتشاء، ومع إختلاف أخلاق الشاربين وكرامتهم، لكنّ "المعوّز" يطرق جميع الأبواب.
* داوي: مصطلح اقتصادي، وهي الصفة التي تُطلق على الشخص الذي لا يملك المبلغ الكافي لشراء العوازة.
* ملوّز: واصل مرحلة اللوز باللذة نسبةً للنبات الشهير.. وهي أعلى من مرحلة التقندل، ولا نُبالغ إنْ قلنا بإنّها مرحلة الانتشاء المُطلق.
* فاقد: من يفقد الشعور وتقال للسكران جداً، يكون الشاربُ حينها أشبه بالميّت، ولا يُغادر هذه الحالة إلاّ بغسل رأسه بالماء البارد والتقيؤ.
* مطوّخ: شارب لدرجة الفقود، والكلمة كما يتضح مأخوذة من طوخ أي ثقيل.
* مثَگّل: باللام المفخمة أي شرب بشكل ثقيل.
* توّه بادي: بدأ الشرب توّاً.
* منسّم : بدأت الخمر تداعب رأسه، و تعلو محيّاه ابتسامات دون مُناسبة، و جاءت الصفة من الإرتياح الذي يُشبّه بتعرّض صاحبه للنسيم اللطيف والهواء البارد.
* ضاربه الهوا : هي الصفة التي تُطلق على الشارب حين يصل إلى مرحلة فقدان الشعور التام، حيثُ يعملُ الهواء بحركته تأثيراً كبيراً على سطوة المشروب الذي يتلاعب بالدماغ، وغالباً ما تكون حالة "ضاربه الهوا" في سيّارات الأجرة التي يُفتح زجاجها بالليل ويبتلي سائقها بإيصال السكارى إلى بيوتهم.
* المطل: أنمطل ينمطل فهو ممطول، وجذرها الثلاثي مـَ طـَ ـلَ، إي الانجطال.
* السحل: مرحلة متقدمة من مراحل التطويخ وفيها يتم سحل الثمل لعدم قدرته على مغادرة الميز.
چفي : وضعية شهيرة من أوضاع النوم ؛ يقوم بها المطوّخ .. و تعني الانكفاء و النوم على البطن كجثة!.
* الزواع: وهو القيء، وكان من عادة المبتدئين بالشرب في السنين الأولى ويختفي مع مرور الزمن والتكرار وتختلف المدة حسب الشخص الشارب وفي هذا الباب نوادر كثيرة.

الباب الثاني

ما جاء في أسماء و صفات المشروبات الروحية المشهورة عراقياً

* عرگ: أي عرق ويطلق عليه سيد الصنوف وهو مشروب يصنع عادة من التمر الزهدي (أو العنب) وهو على نوعين المستكي، نسبة إلى طعم مادة الماستيكة (وقد إختفى منذ السبعينات)، والزحلاوي نسبة إلى مدينة زحلة اللبنانية التي تشتهر بصناعته.وكان هنالك نوعان منه في العراق لغاية التسعينات هما العصرية والمُسَيَّح. وكان يطلق عليهما تمييزاً أسود وأبيض رغم تشابه لونيهما.
* بعشيقة : في الأصل اسم مدينة عراقيّة اشتهرت بصناعة العرگ .. و لكنها تورية عراقية ذكيّة لمن أدمن الخمور فتكون لازمةً لاسمه "فلان بعشيقة"!.
* البيرة أو الجعّة هو مشروب كحولي، يشرب في أي وقت، ويعتبر من أشهر وأقدم المشروبات الكحولية في العالم، وثالث أكثر المشروبات استهلاكا بعد الماء والشاي. يتم إنتاجه خلال عملية تخمير محتوياته الأساسية التي هي عادة: الماء والملت والجنجل [نبات عشبي معمر متسلق يصل ارتفاعه إلى 7 أمتار وهو مذكر ومؤنث]. هناك أنواع مختلفة منه، كما أن للمشروب شعبية كبيرة في مختلف دول العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية، عراقيّاً : البيرة مُفضّلة كثيراً، وتُشرب إلى جانب العرق والويسكي، وقديماً كانتْ جزءاً من سينوغرافيا الصور الفوتوغرافية، حيث يجمع الشاب ذو السوالف و الشعر الكثيف و القميص ذي الياقة الكبيرة عدداً كبيراً من عبوات البيرة ويلتقط صورةً مع أصدقائه أمامها، تصيب شاربها حالةً من التبوّل المستمر، وتُستعمل كعلاج للكلى وتصفيتها أيضاً.
* بيرة عركانة : كناية تُطلق عندما يأتي النادل بزجاجة البيرة المثلجة وقد تجمع الندى عليها فتضربها حرارة الصيف وتبدو كأنها تتصبب عرقاً.
* الويسكي أو الوسكي : هو مصطلح يطلق على مجموعة واسعة من المشروبات الكحولية المقطرة من حبوب الحنطيات ومعتقة. هناك عده أنواع من الحبوب تستخدم، من ضمنهم الشعير والحنطة والذرة والزؤان. غالبا ما يعتق الويسكي في براميل من السنديان (باستثناء مشروبات الذرة)، ونظراً لرائحته الطفيفة قياساً برائحة العرق، يشربه بعض الشباب الذي يشمّ أهلهم أفواههم بعد عودتهم إلى المنازل.
* الجن : هو مشروب كحولي متقطّر، نكهته تشبه توت العرعر، ويُصنع من تقطير كحول الحبوب البيضاء ونسبة الكحول فيه 37.5%، واسم چن [ بالجيم الفارسيّة] جاى من عنب الچونيبر (توت العرعر) الذي يُضاف مع الليمون وقشور البرتقال في عملية التقطير.يُطلق العراقيون على الجن لقب "الغدّار" لأنّه يؤثر و يُفقد الوعي بشكلٍ سريع و مُفاجئ قياساً بالمشروبات الأخرى، وللهواء البارد تأثيرٌ آخر على ازدياد مفعوله، ومن هنا جاءتْ صفة "ضاربه الهوا" التي جاء ذكرها في الباب السابق.
* النبيذ [ الواين] : هو مشروب كحولي يتم إنتاجه بتخمير العنب. وعلى الرغم من أنه يمكن إنتاج النبيذ بتخمير الفواكه الأخرى، إلا أن أشهر أنواعه تكون من العنب، وهو من أقدم أنواع الخُمور في العالم، لكنّه غير مرغوب عراقيّاً بسبب قلّة مفعوله قياساً بالعرق والمشروبات الأخرى.
* الفودكا : مشروب كحولي شائع، يتم إنتاجه عن طريق تقطير ناتج تخمير الحبوب أو البطاطا. تتكون الفودكا من الماء وكحول الإيثانول بشكل أساسي، مع القليل من النكهات، وعادة ماتشرب الفودكا في فصل الشتاء لمنحها الدفء لشاربها.

الباب الثالث :

في ذكر صفات العرق و أوانيه و حجومه و كناياته

* پيك: تطلق على كأس العرق.. وربما إطلقت على مشروب روحي آخر ولكنها لاتقال لكأس البيرة مطلقاً، فيقال لها گلاص بيرة.
* بُطُل: وهو أقل من اللتر (750 سنتلتر مكعب)..
* نُص: أي نصف بطل.
* رُبُع: وتطلق عادةً على ربع بطل العرق وهو 187.5 سي سي. ويكون بنوعيه البطح (أي المسطح) والمديور (ذي المقطع الدائري).
* سرمهمر: عرق أصلي غير مفتوح. وأصل الكلمة فارسي على ما أعتقد.
* أصلي: المعنى واضح. وكل سرمهمر أصلي والعكس صحيح.
* مغشوش: عكس أصلي ويباع عادةً فلّ.
* فَلّ: عكس سرمهر، وهو عرق مغشوش كان يباع في عبوات مفتوحة وكان مشاعاً تداوله في منطقة البتاوين قرب الباب الشرقي إبّان سنوات الحصار، وهو بنوعين: أبو طگّة (يسبب العمى فقط) وأبو طگتين (وهو أرخص ويسبب العمى والشلل).
* المكاسَر: عمليّه إضافة الماء للعرق لـتخفيفه و"كسر حدّته" في هذا الطور يتحول لون العرق من الشفاف إلى الأبيض الحليبي.
* حليب سباع: من كنايات العرگ.. بسبب لونه الشبيه بلون الحليب بعد المكاسر والسباع هي الأسود.
* يگطّع: يتم إنعزال جزيئات الماء عن جزيئات العرق بعملية فيزياكيمياوية معقدة سببها وضع الثلج في البيك قبل العرق والماء. وليس هنالك من مشروب يقطّع سوى حليب السباع.

الباب الرابع

ما جاء في ذكر المزّة و صنوفها

* مزّة: المأكولات الخفيفة التي يتناولها شارب الخمرة وهي كثيرة أشهرها الجاجيك واللبلبي والباگلّة والحامض أي الليمون بنوعيه الأصفر والأخضر ، وكلمة "مزّة" فارسيّة وتعني "طعم" حيثُ أنّ "لذيذ" باللغة العربيّة يُقابلها "خوش مزّة" فارسيّاً.بينما تُذكر في "تاج العروس" بأنّها خمرٌ لذيذة الطعم لا خير فيها!
* يمزمز: فعل يقال لمن يأكل المزّة، وشاع عن بعض المتدينين الليبراليين أنهم يمزمزون مع الشاربين ولايشربون ويقال عنهم تندراً أنهم "[ كلمة بذيئة] أخت المزّة".
* اللبلبي: الحمص المسلوق مع حسائه، وربما أضيف له بعض الخل وقد يذهب بعضهم إلى إضافة عظام الدجاج له لكي يمنحه بعض النكهة.
* جاجيك: خيار مع قليل من الثوم مبروش بلبن اليوغورت وأصل الكلمة يوناني .Tzaziki
* باگلّه: من البقوليات وهي أكبر من الفول حجماً وقد يضاف لها بعض الخل والبطنج.
* البطنج: نبات أشبه بالنعناع المجفف المطحون. ويقال إن الأفاعي تهرب من رائحته، لذا يقال في الأمثال: مثل الحية والبطنج لمن لا يجتمعان معاً.
* الحب والفستق وغيرها من المكسرات وهي من ملحقات المزة.

الباب الخامس

في صفات الأجواء المُحيطة بجلسات شرب الخمر.

* بوي : هو النادل المُشرف على ايصال الطلبات إلى الجالسين.
* الميز: أو ميز الشرب، وهو الطاولة التي يتحلق حولها الشاربون، ومن النوادر بصدد هذه الكلمة أن أحمد عرگ حينما طلب اللجوء في السويد ذكر في أسباب اللجوء أن الميز كلّه طلع برّه خارج العراق.
* نقاش بيزنطة: النقاشات اللامجدية التي تدور على الميز بعد عبور مرحلة الربع وربما النص، وقد تتسبب في خلافات لاتحمد عقباها بين الشاربين يتم الإعتذار بعدها في اليوم التالي.
* جعب : شرب الكأس بطريقةٍ متواصلةٍ واحدة دون التوقّف للتنفس وصولاً لكعب الكأس [ قعره].
* التعيين : المقدار المعلوم مما يشربه الشارب .. و إن زاد عنه طوّخ .. و إن قلَّ عنه عوّز .. وقيل الخير كلّ الخير في منزلة بين المنزلتين!.
* الغزالة و اليتيمة و الجريحة .. إلخ : مجموعة من الأطقم الكلامية الجاهزة التي يبادر المطوّخ إلى سردها مع أقرب الجالسين إليه .. و عادة ما تنتهي بتبادل الأيمان و الحلف بكل مقدس بأن آصرة الأخوة هذه لن يفصمها الدهر ... إلخ!.
* اندفعَ فلان : أي تحداه أحدهم فشرب أكثر من طاقته .. أو أنه سكر فدفعه أحدهم لمشاجرة آخر .. و هذا الآخر عادة ما يكون "حامض بول" أي لا يُهزم .. والنتائج تذاع في صبيحة اليوم التالي . وقيل عن الذي يندفع في الشرب "عربانة" و قيل أكثر من ذلك!.
* العلوانيات و الحمدانيات و الخليفات .. نسبة إلى أشخاص أسطوريين في جسارتهم باسم علوان و حمدان و خلف .. و كلها ممارسات كلامية أو إشارية تندرج تحت خانة "الاستعراض" الذي يقول به السكران أمام مجالسيه .. و هي من صفات المبتدئ المُندفع.

الباب السادس

في ذكر التعابير اللفظية البليغة التي يقولها الشاربون

* مرتاح ؟ : سؤال ودّي يتبادله الجالسون أثناء أو حين انتهاء الجلسة . ولا تعني الراحة بقدر ما تعني "الانتشاء".
* چذاب دولبني الوكت: من أغاني السكارى المفضلة.. ويذهب بعضهم لغناء حيل اسحن گليبي سحن والإغنيتان من ألحان طالب القره غولي [ ويُرجَّح رغبة السكارى بتأديتها لأنّ أغاني طالب القره غولي ذات ايقاع هادئ وشبه بطيء يُناسب مزاجيّة السكارى، بالإضافة إلى أنّها تتحدّث عن الخسارات العاطفية وما سواها : المحقق].
* ها يابه؟: وتقال بطلب من أحدهم بإنهاء الجلسة والتفرق.. وعادة مايتم المباوس والتقبيل في نهاية الجلسة وتكرار كلمة (هللو وردة)، وقد يتم المباوس أحيانا في باب التواليت في طور التقندل.
* ملاحظني ما أسكر؟: وهي عبارة يرددها الشارب قبل وصوله مرحلة الفقود لإعتقاده بأنه صاحٍ، ويتم عادة بعد نطقها الإنمطال تحت الميز.
* العرگ بيكه ببطل وبطله ببيك :من العبارات الشهيرة دلالة على أن كمية الشرب لاتحدد مقدار القندلة وإنما الجو السائد.
* عيّش ميزك : وتقال عادة ً للي يشارك الاخرين من غير ميز حديثهم، أيْ انتبه لطاولتك وسمّارها وبثّ فيها الحياة.
* دك الجرس : وتعني حان وقت السكر.
* ندز : وتأتي عادة على صيغة سؤال مكثّف "ندز؟" . أي هل نذهب أو نرسل أحدًا ما ليأتي لنا بالمشروب ؟ .. جذرها الفعل دز يدز و ترجمته الفصيحة "نطلب" أو "نشتري".
* شُوف ميَّك : مع العرگ .. و العرگ فقط تُستعمل أداة الطلب الشهيرة هذه . أي يُطلب من الشارب أن ينظر إلى صاحبه الذي يضيف الماء إلى كأسه و المقدار الذي يحتاجه .. أحيانًا حين لا ينتبه الشارب إلى "مَيَّه" ينبطح لأنّ الماء قليل .. أو ينزعج لأن الماء كثير . و هناك من "يتهنجل " و "يهمبل" في الجلسة و يجرّه "سادة" بدون ماء .. والندرة النادرة من هؤلاء يحافظون على توازنهم حتى نهاية الجلسة إن استمرّوا بـ "التهنجل".
* صُبْ له بالقبغْ : عبارة ساخرة يقولها العرگچية للمستجد المبتدئ . و عادة ما يبدأ بقولها المستجد نفسه بعد أن يقطع شوطًا في مضمار الكحول و يبدأ بالسخرية من الوافدين الجدد.
* چُقَّة : كلمة اندثرت منذ عقدين .. إلا في جلسات المسنين .. و تعني "بصحتك".
* نغسل معدة : أي شرب "البيرة" فقط .. و البيرة بالفصحى ؛ من أخف أنواع الكحول و يبادر إليها البعض مرة كل فترة زمنيّة كنوع من إراحة المعدة و مساعدتها على الصمود في وجه القادم!.
* زي الناس : يقولها الشارب الراغب بالذهاب إلى دورات المياه، ويردّ الجالسون "لا باس"[ لا بأس].
* بعده براسه : وتُقال للشخص الذي ما زال تحت تأثير الشراب في اليوم التالي.
* كسر خمارية : هو أنْ يقوم الشارب الذي ما زال تحت تأثير الشراب في اليوم التالي بشرب كأس خمرٍ واحد كي يستعيد تأثير المشروب في اليوم السابق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى