حميد بن خيبش - مداهمة

تناهى إلى سمعه وقع أقدام تعتلي الدرج بعسكرية واضحة !..ألم يسأموا بعد ؟.. طرقاتهم كادت تخلع الباب .. هب من سريره ليفتح.. لم يمهلوه حتى يستفهم .. ألقوه على الارض منبطحا .. قيدوه ثم شرع كبيرهم يردد نفس الاسئلة الرتيبة .. قرر ألا يجاريهم هذه المرة وينفي ما يلصقونه به من تهم .. بل يلوذ بجدار الصمت و يترقب الفرج !
ـ تكلم يا ابن الـ.. أما سئمت وجباتنا الدسمة ؟.. متى ستفصح عن نواياك الارهابية ؟
قلبوا محتويات الغرفة راسا على عقب .. وقعت عينا كبيرهم على مجلد كان ملفوفا في ورق صقيل .. تفحص العنوان قبل أن تنفرج اساريره عن ابتسامة خبيثة :
ـ وقعت يا ابن الـ... سلكت سبيل المتفجرات إذن ! .. تقرأ عن " الصواعق المرسلة " .. ومن " ابن القيم " هذا .. أهو زعيم التنظيم ؟
دنا منه أحد معاونيه ثم همس في أذنه فاكفهرت ملامحه فجأة..
ـ أتهزأ بي يا ابن الـ.. ؟!..سأسلخ جلدك كما يُسلخ البعير.. سأنتزع الحقيقة من بين اضراسك يا ابن الـ.. أنا كبير المحققين في البلد أغدو أضحوكة للملتحين أمثالك ؟!
توالت الركلات و الصفعات تباعا.. أحس بخدر يسري في أطرافه.. أغمض عينيه.. بدأت الاصوات تخفت من حوله شيئا فشيئا ..كان يهوي في قعر مظلمة بلا قرار !!
تناهى إلى سمعه صوت رخيم ينبعث من مذياع الجيران .. انشرح صدره للتلاوة الطيبة .. أقبل على الاثاث يعيد ترتيبه و صدى الآية الكريمة يتردد في الغرفة :
" واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى