علجية عيش - هذا هو تاريخ فرنسا البربرية صانعة الإرهاب.. بشهادة زوجة لويس السادس عشر

منذ ظهور الثورة الفرنسية كان الإرهاب هو السمة العامة المتكررة ، حيث ظهر في الفترة الممتدة من صدور قانون المشتبه فيهم في 17 سبتمبر 1793 حتى إعدام روبيسبير في 28 يوليو 1794 ، وكان هناك ما يمكن تسميته بـ: “الإرهاب الأبيض White Terror ” في ماي سنة 1795 وثمة إرهاب آخر ظهر بعد سقوط نابليون، كانت فرنسا تعرف بصانعة الإرهاب و هذا باعتراف من ملكة فرنسا زوجة لويس السادس عشر، كانت أعمال فرنسا تتسم بالبربرية، باعتراف لجنة الأمن العام التي قالت أن الإرهاب قد زاد زيادة مفرطة ، لقد بلغ ضحايا الإرهاب 81 ألف في سائر أنحاء فرنسا الأخرى، منهم 2700 في باريس وحدها ، و لجوء فرنسا إلى العمليات الإرهابية لأن الإرهاب كان مربحا للدولة بالنظر إلى الاستيلاء على أموال وممتلكات من جرى إعدامهم

شهدت فرنسا فترة أكثر حرجا عندما استولت القوات الاسبانية على بيربينان Perpignan وبايون Bayonne وكانت القوات الفرنسية في حالة فوضى وكان جنرالاتها يجهلون أوامر حكومتهم· وفي 29 أوت سلم الملكيون للبريطانيين الأسطول الفرنسي وكذلك سلموهم القاعدة البحرية المهمة والترسانة في طولون Toulon، وحكمت بريطانيا الأمواج، واستولت بلا جهد على المستعمرات الفرنسية في قارات ثلاث، وتداول الحلفاء المنتصرون في “تقطيع أوصال فرنسا وأعادوا الحقوق الإقطاعية للمناطق التي تقدموا فيها، و لطرد أعداء الجمهورية الفرنسية من أراضيها، أجبر الفرنسيون بشكل دائم للخدمة في قواتها المسلحة، وسرعان ما تحولت باريس إلى مؤسسة نابضة لصناعة السلاح، وصل إنتاج السلام إلى نحو 650 بندقية في اليوم ، كان للكيميائي لافوازيه Lavoisier الذي قصت “المقصلة” رقبته في سنة 1775 الفضل في تحسين نوعية البارود وزيادة إنتاجه، فكان لدى الجيوش الفرنسية بارود من نوعية أفضل مما لدى أعدائهم ، فكان لفرنسا 500 ألف مجند كانت معداتهم غير كافية، وكان تنظيمهم بائسا وكانت روحهم يعتريها التردد فلا أحد يتحمس وهو مقبل على الموت سوى القديسين·
كان قانون الاشتباه قانونا قاسيا فقد فرض على الجميع – باستثناء الثوريين المعروفين – أن يعيشوا في خوف دائم من القبض عليهم أو حتى من قتلهم، وفي سنة 1792 كتب الكونت مونتمورين Montmaurin وزير الخارجية السابق في ظل حكم لويس السادس عشر: “أعتقد أنه من الضروري معاقبة أهل باريس بالإرهاب” ، لأن فرنسا أصبحت ميدانا للإرهاب و ذلك بشهادة ملكة فرنسا زوجة لويس السادس عشر، عندما قالت: “إن البؤس الذي يعانيه وطني يعذبني، وثمة كآبة تتغلغل في روحي رغم إرادتي فتشل خيالي”، فقد أصبحت فرنسا ميدانا للإرهاب وأصبح أطفالها يبكون ويدمر بعضهم بعضا ، لا يستطيع التاريخ أن يصور هذه الأيام المرعبة، ولا الغيلان التي تملأها ومن معها من برابرة كانت تلك الكلمات التي تركتها ملكة فرنسا قبل إعدامها بالمقصلة في ميدان الثورة ، وثمة رواية تفيد أنها نظرت إلى تمثال الحرية الذي أقامه ديفد David في الميدان المهيب، وصاحت: ” آه أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك”.. قبل إعدامها ، أعدم زوجها لويس السادس عشر بالمقصلة ، و كان لويس السادس عشر آخر ملوك فرنسا قبل الثورة، الحاكم الوحيد في العالم الذي رفض أثناء إعدامه عام 1793 بأن يقف أمام المقصلة و هو معصوب العينين و مقيد اليدين، و قد أثر هذا المشهد الدرامي في قلب القس الأمريكي هنري إيدجورث الذي اصطحب لويس في العربة التي توجهت به إلى المكان الذي نصبت فيه المقصلة، و كان تشارلز هنري سانسون، كبير الجلادين في باريس إبان الثورة الفرنسية ، هو من قطع رأس لويس السادس عشر ، و لكنه كتب رسالة قال فيها: ” إن الملك الفرنسي مات كملك محتفظا بكرامته ، لكن الرسالة اختفت لمدة تزيد عن 200 عاما، في أرشيف عائلة مجهولة، و لما عثر عليها عرضت (الرسالة)للبيع في المزاد بقيمة 210 آلاف دولار ، تحدث سانسون الذي شهد إعدام ما يقرب من 2900 شخصا ما بين عامي 1778 و 1793 عند تقاعده ، كيف رفض لويس السادس عشر عندما وصل إلى درج المقصلة وضع عصابة على عينيه، و عدم ربط يديه وقال لكل الذين حضروا لإعدامه: ” أيها السادة إنني أموت بريئا”، ثم توجه بالكلام للجلادين قائلا ” إنني برئ من كل شيء اتهمت به ، وآمل أن يعزز دمي سعادة فرنسا”.


علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى