شيماء عبد الناصر - ذوبان مبهج في كوب الشاي باللبن.. قصة قصيرة

أسخن اللبن، لونه الأبيض الصافي كسماء ملونة بالحب يشرق بكياني فأراك تبتسم لي من بين ألسنة اللهب وتخبرني أنني ثورية وعدوانية بطريقة تخيفك مني أحيانًا.
لست بهذا القدر من العنف،لكن ما يزعجني أني أشتاق إليك فلا أجدك فأبدو ثائرة، بقلبي نثرات من بقع اللبن البيضاء ترطب وجداني الخائف عليك.
أضع المج الأسود علي رخامة بنية، تمتزج الألوان حولي بطريقة مثيرة، أشك أنك تعجب بهذه الفتاة، أكره أن أخبرك حتى لا ألفت نظرك لها، ربما كانت مجرد هواجس أنثوية محضة، أتمني أن أكون سكينا حادة حينما تذكرها فأقطع اسمها قطعا صغيرة مثل ذرات الشاي.
هل تحدثها عني؟ وهل تخبرها أني أسهر كل ليلة أفكر بك، أستيقظ مبكرًا كي أدغدغ آذانك بدعاء صباحي مسكَّر.
- هتروح الشغل بعد شوية؟
- أيوه إن شاء الله.
- حافظ علي روحك، ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة.
يذوب كل شيء في المج، السكر كمادة خام للدعاء اليومي،الشاي، اللبن،وأخيرًا أنت،نعم أنت،فقد أخبرتك من قبل أنك تشبه كل طعم لذيذ أتذوقه.
- يوووووووه هو أنا أكله.
- يوووووووووووه مش شرط يا أخي تكون أكلة عشان تبقا لذيذ، ممكن تكون كوباية شاي بلبن.
- آه، إذا كان كده ممكن.
لا أستطيع شرب هذا الكوب الآن،فأنت بعيد،من أين يأتي المذاق؟
أضعه أمام أمي وأخبرها أنه أجمل كوب شاي باللبن تشربه في حياتها،لقد صنعته بالذكريات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى