شدري معمر علي - رمزية الحذاء وفلسفة التأويل

لا يمكن لأي عاقل أن ينكر أهمية الحذاء فهو الذي يحمي القدم من أي أذى يلحق بها فهو رمزيا خط دفاع ضد أي عدو يصيب الأقدام وإن كان الحذاء اشتهر رياضيا فتمنح جوائز " الحذاء الذهبي " لأفضل لاعب هداف ألا يمكن اليوم أن نطور هذه الجائزة فتعطى للحذاء الإعلامي مادام " منتظر الزيدي " قد دشن هذا . ولكن هل الحذاء يحمل هذا الزخم ويثير جدالا كبيرا لو ضرب به شخص بسيط ، هل يمكن لهذا الحذاء أن ينال شهرة ؟ أما أن عظمة الحذاء ودلالاته الفلسفية تؤخذ من عظمة المضروب فكلما كان المضروب شخصية بارزة صار الحذاء مثيرا للجدل وقابلا للتأويل وحاملا لدلالات فلسفية عميقة . يمكن أن نتخيل في المستقبل من"باب الخيال العلمي" أن حروبا ستقام بسبب أحذية وتسمى حروب أحذية الدمار الشامل . ألم تحتل فرنسا الجزائر بذريعة " حادثة المروحة " والمروحة في العرف الدولي لا تحمل دلالات سلبية . وما رأي القانون الدولي ؟ لا أظن أن هناك مادة تحاسب من يضرب بالأحذية ولا يوجد فرع القانون الحذائي على مقاس القانون الجنائي وأنا أقترح على خبراء القانون الدولي أن يفصلوا في نوعية الحذاء هل هو من الجلد الرفيع وأي مقاس ؟ وأي دولة صنعته ؟ ويكون الحكم من بعد ذلك فتمنع كل أنواع الأحذية وتغلق المصانع التي صنعتها ومعاقبة الدولة التي صدرت ذلك النوع من الأحذية لأن يمكن أن ذلك الحذاء وراءه قوى معادية تريد إثارة الحروب والنزاعات ويمكن لأئمة المساجد أن يتحدثوا عن خطر الأحذية في صراع الحضارات ونشوب الحروب . ويكتب الأدباء روايات من قبل : " أحذية الأزمنة الغابرة " " حذاء الأصوات المكممة " " الحذاء الثائر" " في بيتنا حذاء " " عندما تشيخ الأحذية "ويمكن للسينمائيين أن ينتجوا لنا أفلاما غرائبية " الحذاء الطائر " " سفينة الحذاء " ويمكن للإعلاميين من اليوم فصاعدا أن يؤسسوا جرائد ساخرة " جريدة حذائية أسبوعية ساخرة " ويمكن لكاتب كبير أن تكون له فيها زاوية يومية بعنوان " إسكافيات " بقلم إسكافي ويمكن للإسكافيين أن يبحثوا على نوعية ذلك الحذاء الرمزي قيطلقون على محلاتهم " أحذية بغدادية " أو " أحذية زيدية " ويمكن لفلاسفة التأويل أن يؤسسوا لنا نوعا جديدا من الفلسفة " الفلسفة الحذائية الحداثية " التي تدل على طبقية المجتمع فنستطيع أن نعرف قيمة الشخصية من حذائه فتأثير الحذاء في الشخصية له جوانب نفسية نتركها لعلماء النفس . فالنفس الحذائية هي الأمارة بالضرب بالأحذية قياسا على النفس الأمارة بالسوء . والحديث يطول ولكن أنا مستعد أن أضرب بحذاء جلدي من طراز رفيع فهل يستطيع معلم مثلي أن يظفر بهذا الفضل ؟ فأحذيتنا قد رقعها الزمن ولو ضربنا بها أحد لشفق علينا واشترى لنا أحذية لأزمنة شتائية قادمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى