يوسف مصطفى التني - وطـــــــني.. شعر

وطنـي شَقـيـتَ بشِيبـه وشبـــــــــــــابِهِ = زمـنـاً سقـاكَ السُمَّ مـن أكـــــــــــوابِهِ
قـد أسلـمـوكَ إلى الخراب ضحـــــــــــيّةً = والـيـومَ هل طربـوا لصـوت غُرابــــــــه؟
وطنـي تَنـازعَه الـتحـزُّبُ والهــــــــــوى = هـذا يكـيـدُ له وذاك طغى بـــــــــــــه
ولقـد يُعـانـي مِن جَفـا أبنـــــــــــائهِ =فـوق الـذي عـانـاه مـن أَغْرابــــــــــه
بـالأمس كـانـــــــــــــوا وحدةً فتفرّقتْ = فَسَطـا الـمُغـيرُ بظُفره وبنـابـــــــــــه
والـيـومَ هـم شِيَعٌ تُنـافس بعضَهــــــــــا = فـي رِقّهـا لـمسـوَّدٍ أو نـابـــــــــــــه
حتى الـذي نزف الـدمــــــــــــاءَ مُسخَّراً = كـالطـير حَفُّوا خُشَّعـاً بركـابــــــــــــه
كـم أُوهـمَ الـدهـمـاءُ فـيـه فأمّلــــــوا = فـي العـالـم الثـانـي جزيلَ ثـوابــــــه
ومشـتْ زرافـاتُ الـحجـيجِ لـبـابـــــــــهِ = فكأنمـا الـبـيـتُ الـحـرامُ ببـابـــــــه
وطنـي يعـيثُ بـه العـدوُّ ولا تـــــــــرى = مِنْ دافعٍ عـن حَوْضه ورِحـابـــــــــــــــه
وإذا انـبرى لـيذودَ عـــــــــــن سُودانهِ = ألـبـارعُ الـمِقْدام مـن كُتّابــــــــــــه
لـم يعـدمِ الشـرُّ الـدخـيلُ جـمــــــــاعةً = لـتُرتّلَ الأمداحَ فـي محـرابـــــــــــــه
وطنـي أُصـيبَ بـمعـشـرٍ آواهـــــــــــــمُ = وأظلَّهـم فسعَوْا لـيـوم خرابـــــــــــــه
لـو طُهِّر السـودانُ مـــــــــــــن دخلائهِ = لـتَطهّرَ السـودانُ مـن أوشـابــــــــــــه
لهفـي عـلى السـودان مــــــــــن دخلائه = لهفـي عـلى السـودان مـن أحـزابــــــــه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى