إيهاب خليفة - حجر هائل.. شعر

هنا في الطريق الغائم فرَّ شاعرٌ!
بالجفاءِ الذي يشنـقُ،
و بالدموع.
حول الأسئلة التي طارتْ مِنْ عينيهِ
كخيوطِ دم،
حامت طيورٌ مجهولةُ الاسم،
واقتنصتها؛
لتصنعَ أعشاشًا
فوقَ شجرٍ ومقابرَ
تشبه بشرًا يبتسمون !

( شيءٌ أغربُ منَ الخيال ِ، الكلماتُ ككتل حجريةٍ،
تقفزُ مدمِّرة ً اللافتاتِ، وإشاراتِ المرور ِ،
و أجهزة ATM )
...

كانَ لِيكتبَ يعتلُ الكلمة َ
ويضعُهَا بعدَ إرهاق ٍ
في منظومةِ السطر ِ.
الحبُّ كلمة ٌ متوسطة ٌالحجم ِ،
يرفـَعُهَا خطفـًا
ويحصلُ بـِهَا على مَركزٍ متقدم ٍ.

الكراهية لا يفعلُ مَعَهَا شيئـًا،
لأنها في وزن ٍ صعبٍ.
سارعتِ "اليأسُ"، و تسمرَّتْ في الزاويةِ
التي تهبطُ منها الحقيقة ُ،
تدخنُ،
وتلوِّنُ لوحتيْن ِ بالأسودِ.
ووقفتْ في ميدان ِ اللافتاتِ بلا جزع ٍ،
مزهوة ً بـِأحمرهَا،
رغمَ كسرٍ مضاعفٍ
في عنقِهَا " لا ".

أمَّا "نعم" فقدْ لونتْ وجوهـًا
و نحتتْ أجسادا
تصلي لـِ"لا شيء"
تسجد لـِ" لا شيء"

يومًا طُـلِبَ إليَّ أنْ أكتبَ
عَنْ كلمةٍ شاهقة الحروف،
صرخـْتُ،
ليسَ هذا وزني،
لا أكتب عن الكلمات الكبيرة،
كما أنني لا أستطيع حملها بذراعين هشتين!
عذبوني لِغباواتِهمْ،
وأعطوني حِبْرًا،ورافعة ً،
ثمَّ
أزاحوا الستارَ عَنْ حجرٍ هائلٍ
للديمـقــراطـــيَّة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى