مصطفى الشليح - آخرُ المشهدِ العربيِّ.. شعر

أبكى ابن خدام ديارًا..
إذا ما تلفَّتَ لَمْ يَرَ إلا غبارا
أمْ على أول المشهد الأندلسيِّ
تؤرخُ غرناطةٌ أنَّ شيئا سرى ثمَّ حارا ؟

يخرجُ العربيُّ من الرَّمل
بذرة برق، ووشمٌ على سيفه
منْ سماءٍ تحمِّلُ إفرندَه مستحيلا،
فصارَ مسيلا، فقيلَ: فيا أرضُ كوني جدارا؛

يسألُ المتنبِّي أبا المسك
إقطاعَه ضيعةً، تاركا حلبًا للصَّدَى
فاركًا يَدَه، لا الدُّمستقُ يدخلُ دارَ العربْ
ثمَّ لا آخرُ المشهدِ الأندلسيِّ يَكُونُ بشطِّ العربْ؛

أولُ الشَّيءِ آخرُه. كيفَ أسماؤه
تتحرَّجُ أسماؤها منْ دوائرَ أفرَغَ منها
التشابُه بين الرمال وبين ارتحال الهُويَّةِ عنها.
بكى ابن خدامٍ، وَكَانَ بكى الأندلسيُّ مواتَ العربْ ..

هِيَ غرناطةٌ
تتجدَّدُ في ذاتِهَا
لتكونَ غروبًا صبيبًا
على آخر المشهد العربيْ ..


مصطفى الشليح
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى