أحمد بلقاسم - صيد ثمين.. قصة قصيرة

جهز صاحبي راحلته، وتوجه بها نحو البحر، وكله عزم وإصرار على أن يصطاد هذا اليوم، قصة قصيرة جدا غاية في الطراوة، ما إن بلغ مقصده، حتى أخرج من جرابه رواية ضخمة، ثم ثبتها في الصنارة، وألقى بها في الماء.
- يا صاح ماذا دهاك!
- كما ترى إنني أصطاد.
- لكن، ألا ترى أنك استعنت بطعم كبير على صيد صغير جدا؟
- أفدني رحمك الله، وأظلك بظله يوم لا ظل إلا ظله.
- كان عليك أن تستعين بقصة قصيرة جدا لتصطاد رواية كبيرة جدا، وليس العكس.
- نعم النصيحة بورك في رأيك.
أخرج صاحبي الرواية الموءودة من تحت الماء، نتف منها ورقة، وقام بتثبيتها في الصنارة، ثم ألقى بها في الماء، وقبل أن يرتد إليه طرفه، اهتز خيط صنارته وارتج، فأخرجها بخفة البرق ثم استدار نحوي مبتسما مزهوا بصيده الثمين، مجددا شكره لي على سداد رأيي، فإذا هو يلتقط من فمها قصة قصيرة جدا ميتة.

أحمد بلقاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى