فوزية العلوي - جارتي تحسدني على شعري، وأنا أحسدها غلى نعناعها.. ،شعر

جارتي تبكي لشعري
وانا أقدّ القول أغلالا كي أوثقك إلى صدري
لست كلفا بي
ولكنّي أقول
هذا طيف مشرعة نوافذه على ليلي
ووامضة نجماته في مقلتيّ
وباسقة صفصافاته في خيالي
الشعراء يلزمهم قلعة من الوهم
كي يصعدوا في السماء
وقليل من الحبّ
حتى يفتحوا قارّة في الشمس
وكثير من الألم كي يعلّموا الناس الصّبر
جارتي تحسدني على شعري
وأنا أحسدها على نعناعها
وشايها المسائي الخفيف
تقول لي ما اسم حبيبك
أجيبها سحاب
تسألني إن كان فعلا براحة كالمرج
وضحكة كزهر النارنج
وهمسة كطلقة بندقية
أومئ برأسي مرتين
ثم أقول لها هو أجمل من ذلك
بكثير
هو مايجعل الليل أخضر
والشجر نواعير
والعصافير أيقونات من النور
والبرتقال بحجم الكرة الارضية
هو من يجعل الطرقات خفيفة على القدمين
والصخر الذي في القصبة معشوشبا
والنّساء العابرات في السوق
أكثر مرحا
والأقراط الفضية مركبات للحور
هو من يومئ للسّمك فيصبح حالما
وللثّلج فيذوب من العشق
تضحك جارتي ولا تصدق من أمري شيئا
تقتنع أني من وادي عبقر
وأنّي زائدة قلب
وناقصة صبر
......
اتفقنا اخيرا أن تشرب شعري
وأقرأ نعناعها
فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى