مصطفى الشليح - أتذكَّرُ : هلْ قرأتمْ فتنة الموتى ؟.. شعر

أنزلتَ بي
أمْ أنتَ ترحلُ
في خطوط يدي
أمْ كنتَ تسألُ عنْ يدي
أمْ لستَ أنتَ إذا نزلتَ لتبتدي
لغة الوقوف على حرير الروح والجسدِ ؟

تقولُ الأرضُ، ثمَّ، لباحثين
عن الهويَّة في الأسارير القريبة
والأساطير الغريبة: هلْ قرأتمْ فتنة الموتى ؟

هل المعنى انتباهُ الماء
للسُّحب البعيدة عنْ مهبِّ الرٍّيح
أمْ للرِّيح تحملُ صمتَها وتُحيلُه صوتا ؟

أكنتمْ عابثين، ومثلما عبثوا
مكثتمْ صورة تمشي إذا مكثوا
وإنْ نكثوا أخِذتمْ عابثين .. تمثَّلوا شتَّى ؟

هل المرآة خطوة عابر
بين الزَّمان ولثغة الوقت الأخير
كأنَّ شيئا عابرا، في مقلتين، تلبَّسٓ السَّمتا ؟

كأنْ شيءٌ يعيرُ خياله
مفتاحَ غربته ليستفتي منازلها:
بأيٍّ منْ منازلها يقولُ الومضُ إذْ يؤتى

بأيٍّ لا يقولُ إذا تفيضُ
حدودُ رؤياه على شيء يغيضُ
وليسَ أغمضَ منه بعضٌ نافضٌ وقتا

بأيِّ العشب ينظمُ سفرَه
والغيمُ ديوانُ اختزالُ المسافة
والمسافة عنكبوتٌ يستفزُّ الوقتَ بيتا ؟

البيتُ ذو سقفٍ مجازيٍّ
وأعمدة تسيرُ إلى استعارتها
بوادٍ. كيفَ للبيت استعارتُه دنتْ حتَّى ؟

والبيتُ لا سقفٌ لآخره
فأوله انحناءُ الرِّيح، فالأشجارُ
تبذله الفضاءَ الحرَّ نافذة .. إذا أفتى

والبيتُ يفتحُ للسَّماء دنوَّها
لتحطَّ عصفورا على أهداب شرفته
وتضبطَ ساعة الفجر الجديدة كلَّما حطَّا

والبيتُ يشرحُ للبداهة سرَّها
وجنونه، ومدارَها الكونيَّ، ثمَّ مفرَّها
منْ قوة الأشياء تجذبُها إلى الأشياء خطَّا

قالتِ الأرضُ الوديعة: يكتبُ
ثمَّ استردَّتْ، بصمتِها، ما تكتبُ
لتقولَ لي: يا أنتَ فاكتبْ، إنَّكَ المكنيُّ خيطا

قالتِ الأرضُ التي لا تخطبُ
ودَّ القبيلة: يحطبُ المعنى إذا يتغرَّبُ
فاكتبْ ليغربَ فيكَ معناكَ الذي لمْ يسعَ شوطا

قالتِ الأرضُ المكانَ لينهبوا
منه الطَّريقَ إلى المكان، ويذهبوا
لكنَّهمْ نهبوا المكانَ، وصوَّبوا الأصداءَ خبطا

ما الذي ليستْ تقولُ
لهذه الأرض القريبة أختُها
وإذا تقولُ كأنَّ تلكَ الأرضَ ليستْ أختَها ؟

الأرضُ تغزلُ صوتَها:
أنزلتَ بي
أمْ قدْ عقرتَ بعيريَ
المحمولَ بي
أمْ كنتٓ منْ جسدي
خطوطَ يدي
فلمْ أعثرْ على جسدي ؟

مصطفى الشليح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى