مايسة الألفي - السيدة ريناد.. (قصة قصيرة)

يا الله، إني أشم الآن عطر رهف الأخاذ منذ رحيلها وأنا أنتظر قهوتها تأتيني وهي زاهية في ثوبها الأرجواني.. حبيبتي إني في نوم متواصل لنتلاقى عبر الأحلام، لكن يا ويلي، من هذه؟! إنها هي، نفس العطر والهيئة.. ستذهب لشقة الجيران الآن سألحق بها.

جرى جاسر دون وعي وطرق باب الجيران، وتعلل أنه يريد بعض الملح، وحين دخل الخادم لإحضار الملح تسلل للصالون ليرى صاحبة عطر رهف.

وبعد أن ضبطه الخادم وأفزعه عندما لاحظ تسلله، فألح سائلا: «أرجوك من هذه السيدة؟».. فأجاب الخادم بعد عناء من جاسر: أوف سأقول لكي أريحك.. إنها السيدة ريناد أخت السيد حسام، عادت لتوها من الخارج بعد وفاة زوجها.

وبين مشاعر جاسر المختلطة بين الأمل والحزن، شرح للسيد حسام ظروفه وفقدانه لزوجته رهف، عطف عليه السيد حسام ودعاه لمقابلتها، فحضر جاسر المقابلة المفاجئة..

حسام: أهلا أستاذ جاسر تفضل إنها السيدة ريناد أختي.

رفع جاسر بصره محدقا في ذهول وصدمة: نفس العطر ونفس الشعر لكن الملامح مختلفة.

حينما قالت ريناد: أهلا أستاذ جاسر نورتني، أنا ريناد.

جاسر محاولا الابتسام: أهلا سيدة ريناد مرحبًا بك في مصر.

ومر وقتهما في حديث وتسامر يحفه بعض البهجة، وبعد عدة لقاءات عطفت عليه ريناد بها قررت الرحيل خارج مصر.

فما كان بيد جاسر شيء إلا إخبارها بمشاعره: ريناد لا أعلم إن كان ما بي حبًا أم تعلق أم احتياج، لكني أريد الزواج منك، فهذه منية رجل حزين فقد روحه أرجوكي لا تخذليني جميلتي.

ريناد: جاسر حقا إنك.. إنك رجل مخلص ونادر ولا أخفي عليك أنني أملك نفس شعورك، لكن ابني في الخارج وسأسافر لأعيده لمصر ليعيش معي، وقتها سيكون الحوار جادًا لكني حقا معجبة بك بشدة.

حينها فرح جاسر برد ريناد وساورته الأحلام بشدة، وخفت وطأة أحزانه، وعاش وقته مبتهجًا.. وها هو الآن جالس في شرفته محدقا بصره لشقة جاره، لا ينقل عيناه عنها، ينتظر عطر رهف بلهفة وحب لكن هذه المرة من السيدة ريناد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى