حسن جبقجي - حارة مع وقف التنفيذ

في الطريق إلى بائع اليانصيب حلمت أني ربحت الملايين من القبلات ووزعتها على كل أصدقائي وعلى سبيل الخيانة أرسلتها لجارتي التركية... اما الباقي ، احتفظت بها في حسابي ( البنكي الاوربي ) أسترده عند الحاجة..

سعيد كان مثلي ينتظر الباص أن يأتي بموعده ولكنه كان يتأخر في دوامه الرسمي وأغلب الوقت كان لا يأتي ..

كنا نبحث عن اسمه في الجريدة (صفحة الوفيات) إلا أننا نرى جثته تجلس خلف الطاولة وتبتسم بلا مبالاة، وتحل الكلمات المتقاطعة ..

الساعة مخلوق لا فائدة منه في الوقت الحالي.. قررت بيني وبين شيطاني أن استبدله بحذاء خفيف أركض كالغزال واختفي في المدينة الصاخبة . تذكرت حارتي على مفترق الطرق - على اليمين جامع وعلى يسار كنسية أما في الوسط ملهى ليلي ..

التلاميذ يمرون به ذاهبين الى مدارسهم يحملون كتبهم ورسائل عشقهم وأحلامهم .... والسيارات تمر بذلك الشارع ..
الجميع مرٍّ من هذا الشارع حتى المسؤولين بسيارتهم السوداء المظللة بأذيال من المخبرين والمندسين ..

حتى اللصوص مرّوا من هذا الشارع وتظاهروا انهم أناس مثل الآخرين ...
بالإمس مرت فتاة وغمزتني ودست في يدي منشور ضد النظام أخفيته في قلبي..لم أكن أعلم أن أثاره تظهر في وجهي..
لم أكن يومها أنتظر ساعي البريد ليحمل لي أوراقا كثيرة وطلب مني أن اكتب تعهدا خطيا بعدم ملاحقة أي فتاة جميلة .. كنت محتفظا بحسن السلوك الذي أحضرته من مختار حارتي القديمة ) بعد أن قبض ثمنه ).. يومها قلت لأحمد إياك أن (تطبق) البنات من خلفي ..
ذات قذيفة .. لم تعد حارتي نفسها بات سكانها يتعرفون على الحزن كل يوم ..
حتى مختار الحارة صرح في وسائل الإعلام الرسمية وعلى صفحته في (فيس بوك) ..
-لا شيء يحدث في هذه الحارة وكل شيء تحت السيطرة...
كل ليلة تنام الحارة على نحيب النساء ، فقد خطف الموت أحبتهم..
في المساء نزح معظم سكان الحارة إلى الشمال .. و اغلقن الفتيات غرفهن ...
أما سعيد مازال ينتظر الباص أن يأتي بموعده....
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى