محمد بشكار - حَياتِي الأطْول مِنْ عُمْري.. شعر

لَوْ أُسَافِرُ
فِي الوَقْتِ أيُّ
المَحَطَّاتِ أخْتَارُ
فِي عُمُرِي؟

أيُّ عُمْرٍ أُفَضِّلُ فِي
كَائِنَاتِ الطَّبِيعَةِ؟

إنْ كَانَ عُمْرِيَ
فِي زَهْرَةٍ
سَيَكُونُ قَصِيراً بِطُولِ
أيَادِيَ تَقْطِفُنِي.

وِإذَا كَانَ
عُمْرِيَ فِي ذَكَرِ
النَّحْلِ،
طُلْتُ السَّمَاءَ
بِأجْنِحَتِي أَقْتَفِي
أَثَرَ المَلِكَاتِ لِتَحْيَا
بِمَوْتِيَ حِينَ
أُلَقِّحُهَا عَسَلِي.

وَإذَا كَانَ عُمْرِيَ
فِي نَجْمَةٍ
لا تُضِيءُ سِوَى
حُلْكَةِ الآخَرِينَ فَفِي
لَيْلَةٍ يَنْتَهِي أَجَلِي.

وَإذَا كَانَ عُمْرِيَ
فِي غَيْمَةٍ أكْتَفِي
بِالبُكَاءِ لِكَيْ
أتَلاشَى وَتصْفُوَ
مِنِّي سَمَاءٌ. أنَا مَنْ
تَطُولُ حَيَاتُهُ فِي كُلِّ عُمْرٍ
قَصِيرٍ كَفَاكِهَةِ
الصَّيْفِ أفْنَى وَتَبْقَى
البُذُورُ.

وَقَدْ يَقْصُرُ
العُمْرُ
فِي سُرْعَةِ البَرْقِ
حٍينَ بِوْهْمِي أُرَافِقُ
نَيْزَكَهَا فِي الأعَالِي إلَى
أَسْفَلِ!

لَوْ أُسَافِرُ
فِي الوَقْتِ أيُّ
المَحَطَّاتِ أخْتَارُ
فِي العُمْرِ، َلَسْتُ
لِعُمرِيَ أحْمِلُ
بَعْضَ الهَدَايَا وَلَا
أحْمِلُ الجَمْرَ مَنْ قَالَ إنِّيَ
مُحْتَرِقٌ بِانْتِظَارِكَ
يَا عُمُرِي إبْقَ
أوْ ضِعْ فَلَنْ أحْمِلَ
الشَّوْقَ

أَجْعَلُ كُلَّ النِّهَايَاتِ تَجْلِسُ
لاهِثَةً بِجِوَارِ البِدَايَاتِ لَا
فَرْقَ
بَيْنَ غُبَارِهِمَا
فِي حِذَائِيَ:


فَالطِّفْلُ
أُمُّهُ هَاوِيَّةٌ بِنْتُ
هَاوِيَّةٍ احْتَفَظَتْ بِالبُذُورِ،

وَ يُولَدُ مِنْ شَجَرٍ
شَجَرٌ احْتَطَبَتْهُ الفُؤوسُ وَلَمْ
تَنْتَبِهْ لِلْجُذُورِ،

وَقَدْ تُشْرِقُ الشَّمْسُ مِنْ
حَيْثُ تَغْرُبُ فِي بَلَدٍ حِينَ
أرْضٌ تَدُورُ. النِّهَايَاتُ
أَحْوَجُ كَيْ تَنْتَهِي لِلْبِدَايَاتِ، قَدْ
يُبْعَثُ الجَمْرُ مُلْتَهِباً مِنْ رَمَادٍ.
وَ قَدْ يَنْبُعُ النَّهْرُ حَيْثُ
أُصُبُّ إذَا صِرْتُ بَيْنَ الفُصُولِ
شِتَاءً، أُعَلِّمُ سُنْبُلَةً حِكْمَةً فِي
السَّمَادِ، لِتَعْلَمَ
كُلُّ الثِّمَارِ بِأَنَّ النِّهَايَاتِ
جِذْرُ البِدَايَاتِ حِينَ تَصِيرُ
نَواةً عَلَيْهَا يَسِيرُ
التُّرَابُ وَأعْيُنُ
أغْصَانِهَا انْتَظِرُونِيَ
قَادِمَةً لِلسَّمَاءْ..

(بملحق "العلم الثقافي" ليومه الخميس 20 يونيو 2019)


* https://scontent-mrs2-1.xx.fbcdn.ne...=e7fe64b2ae1cd3d6b09ae0806498b9cd&oe=5D903776

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى