صفاء عبد المنعم - الالهة سخمت/ أمنا الغولة

- أمنا الغولة.
(يا منا الغولة طقطقى الفولة)
الآلهة سخمت هى صورة ذهنية لأمنا الغولة فى الحكايات الشعبية.
(رضعت من بزى اليمين،أصبحت زى أبنى عبد الرحيم.
رضعت من بزى الشمال،أصبحت زى أبنى عبد الرحمن).
فى حكاية اليوسفى و لول بنت الغول.
تحكى لنا الحكايات الشعبية أو الحواديت كما نسميها عن صورة أمنا الغولة.
وهى عندما تكون هادئة وراضية،تمنحك بركتها أن ترضع من لبنها،مثلما فعلت الآلهة سخمت مع حورس الرضيع إبن أيزيس.
وعندما تكون غاضبة وناقمة تعفر وتصهل وتأكل البشر.
وتشرب الدم.
(سبع جبال من شوك،سبع بحور من دم)
فضلت الغولة تشرب..من بحور الدم.
فى حكاية اليوسفى ولول بنت الغول.
عندما خطف اليوسفى أبنة الغولة وطار بها،وظلت الغولة تجرى وراءه..كى تلحق بهما.
- التحولات.
إن للغولة القدرة على التحول إلي أى شكل تريده حتى على صورة امرأة تبيع أمشاط وفليات للبنات،فى حدوتة على لصفر،الذى أخذت زوجته أولادها وهربت من بيت الغولة فى أرض الغيلان.
تشكلت على هيئة امرأة غجرية كى تدخل البيت وتأكل الأولاد التى ظلت تطعمهم وتغذيهم لمدة شهر كامل.
- الطيبة والحنان.
الوحيدة التي فهمت لغة الغولة ولذا منحتها الجمال والمال والبركة،هى ست الحسن والجمال.
فى الحدوتة ذهبت ست الحسن والجمال إلي بيت الغولة كى تستلف منها المنخل كما قالت لها زوجة الأب.
ولأن ست الحسن والجمال محمية من الجماعة الشعبية لأنها يتيمة الأم،علمتها شفرة الغولة.
فعندما قالت لها الغولة:خشى أنكشى البيت وأقتلى الطفل وحمينى وفلينى.
قامت ست الحسن بعمل العكس،نظفت البيت،وقامت بتحميم الطفل ووضعه فى حجرته،ثم قامت بتحميم الغولة،وتسريح شعرها،وهى تقتل القمل،وتأكل السمسم،وتقول لها :الله قملك حلو يا أمنا الغولة.
هنا أنزلتها الغولة بير الذهب والحرير.
وظلت تأمر البئر وهى تقول له:يا بير،يا بير,لبسها دهب كتير،يا بير يا بير لبسها حرير كتير،وعادت ست الحسن والجمال إلي بيتها وهى فى الطريق قابلت الأمير الذى سوف يأخذها على حصانة الأبيض ويتزوجها.
عكس أختها أم صريم من زوجة الأب،التى رفضت أن تفهم الشفرة،وتخلت عنها الجماعة الشعبية.
عندما ذهبت إلي بيت الغولة مثل أختها ست الحسن،قتلت الطفل،ونكشت البيت،ورفضت أن تحمم الغولة أو تسرح لها شعرها كما طلبت منها.
وظلت تقول:شعرك معفن وفيه قمل يا أمنا الغولة.
لذا نزلت البئر الخطأ،وامتلأ جسدها قمل وبراغيث كما أمرته الغولة:يا بير،يا بير لبسها تعابين كتير،يا بير،يا بير،لبسها صراصير كتير،فأصبحت قبيحة كريهة.
وهكذا مزجت الجماعة الشعبية حكاية الآلهة سخمت داخل حكايتها الشعبية،وصورتها بالحالتين الطيبة المرضعة الحامية،والغاضبة الناقمة أكلت البشر،وشاربة الدم.


# الكاتبة صفاء عبد المنعم


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى