حكايات

كل يوم لي مشواران على القدمين. مشوار قبيل الشروق، من بيتنا قرب مستشفى راشد إلى الجسر المعلق شرقاً، فيتاح لي تأمل كل ثانية من ثواني عملية ولادة الشمس مذ هي خاطر من الزعفران في ضمائر الغمامات المتناثرة في الأفق، إلى أن تفقع الزعفرة عن مروحة أرجوان لا تلبث حتى يمتشق من مركزها خنجر أعقف من نار،...
جلس المأمون بن هارون الرشيد يوماً للمظالم، فكان آخر من تقدم إليه -وقد همَّ بالقيام- امرأة عليها هيئة السفر، ثيابها معفرة، رثة، وقفت بين يديه، وقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين. نظر المأمون إلى نديمه وصاحب مجلسه يحيى بن أكثم، وقال لها يحيى: وعليك السلام يا أمة الله؛ تكلمي بحاجتك. قالت: يا خيرَ...
وهو صباح لا يمكنني وصفه، ولكن أحدهم في المكتب المجاور يفتح الإسبيكر ويتحدث مع شخص يخرج صوته كصوت مساعد الكابتن حينما يعلن تحرك الطائرة وربط الأحزمة.. فيزداد الصباح تعقيداً. هناك صوت المكيف يعمق الكارثة، وخطوات مكتومة لشخص يتحرك جيئة وذهاباً فوق الموكيت.. حفيف الجلاليب البيضاء.صمت مفاجئ. همس...
عزيزة... فتاة جميلة ولدت في مطلع القرن الماضي في إحدى قرى شرق حيفا، وأحمد ابن عمها ولد في نفس الفترة تقريبا، كان لهما مع الحب والوجد قصة فريدة ... سأختصرها لكم:- رأيتها وكانت في الثمانين من عمرها، كان وجهها الزهراوي يشع نورا، كان جمالها رغم سنها المتقدم ملفت للنظر،جمال هادئ أنيق، عندما تراها...
"الجازية الهلالية" مثال لقدرة المرأة في المشاركة في صناعة القرار ، تجربة لامرأة ولدت في مجتمع قبلي، استطاعت بفعل حذاقتها أن تحصل على ثلث المشورة في قومها، وذلك بعد القصة الشهيرة لابن قبيلتها ʺأبا زيد الهلاليʺ الذي لا تختلف قصته كثيرا عن عنترة بن شداد، فقد نكره أبوه وعشيرته لسواد لون بشرته على...
فى البدء منذ أن شرع الله في خلق الكون كانت الظلمة تملأ العالم حتى خلق الله نور النهار و أصبحت الشمس فى شروقها تضئ كل العالم و ترسل أشعتها السبع من فضائها إلى أرضنا لتضيئها إلى أن يفنى الوجود .وكان هناك شعاع من أبناء الشمس السبع لا يريد أن يذهب إلى أي مكان فى العالم و كان يُدعى بالشعاع “المتمرد”...
كنت أعمل مراسلا لإذاعة الإمارات في موسكو عندما أعلنوا عن زيارة سيقوم بها الرئيس مبارك إلى موسكو في 15 مايو 1989، فكلمتني الإذاعة باهتمام ولهفة أن أحصل منه على تصريح خاص تنفرد به الإذاعة. بالسؤال تبين لي أن جميع المراسلين من دول العالم كافة سيقفون في المطار لاستقباله يوم وصوله خلف حاجز، وهذا هو...
(1) وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها،أخذ يمضغ القطعة تلو الأخرى من الكيس البلاستيكي المتأرجح في يده اليسرى، السرور يجتاح عالمه الطفولي، والدهشة تزغرد في عينيه، أثناء عبوره أزقة السوق الريفي، بدكاكينه التي تبدو أقدم وجودا من "ود النَمِيِر" و "سلطان بلد الضُلُّمه"، وكل تلك "الحجاوي" التي تشعل بها...
جلست يوما من أيام إيقافي عن العمل سنة 1991 - 1992 في مقهى البلفدير بالعاصمة وجلس إليّ كهل أشقر أنيق رشيق. خاطبني بلهجة بدت لي لبنانية أو سورية يريد أن أسمح له بالجلوس إلى طاولتي متعللا باكتظاظ المقهى. أذنت له بالجلوس ومضى يسألني أسئلة شتى. قال : ماذا تشتغل؟ قلت: أستاذ لغة عربية. كم راتبك؟ لم يكن...
...خلب ناظريه صفح الماء الزّلال بالقنّينة البلّورية وقد تضاءل علوُّه فيها الى مايقارب مِلء كوب واحد .تراقص الماء الفاتر كلّما تحرّكت طاولة المقهى العتيق وقد كوت جلدها أعقاب السّجائر .واستقرّت بقلبها مِرمدة نُحاسية شكا الزّمن صمودها بوجهه ..تعود عيناه إلى كتلة الماء ..آه من الماء . كلّ حياتنا...
قيل فى الآثر : " يظل الرجل الرجل حتى يقابل المرأة المرأة ويحبها .. " ويحكى أن عنترة اصطدم يوما بحائط اليأس من وصل عبلة، فأخذ سيفه وفرسه وحزنه وأسرع فى الصحراء، لم يُعدّ النُهُر التى ظهر فى نهايتها القمر، ولا الليالى التى غابت فى بدايتها الشمس.. لكنه فجأة استشعر الجوع والعطش لجسد عبلة وقلبها،...
يحكى أن عائلة مكونة من أب وأم وسبعة اولاد من الذكور كانوا يعيشون في قرية، وقد شب الاولاد وأصبح معظمهم في سن الشباب،فشعروا بأنهم بحاجة لأخت أنثى بينهم،فطالبوا امهم وأبيهم بإلحاح ان ينجبوا لهم أختا أنثى،وبعد أشهر حملت الام للمرة الثامنة،فكان الفرح الموصول بالرجاء أن يكون المولود القادم أنثى، وبعد...
" الجري في المكان", هو أشد و أقسى تدريب يمر به المجنّد عند تأديته للخدمة العسكرية, لا يكون إلّا في أرض خلاء واسعة, لا ترى فيها عوجًا, حيث لا تستظل الرؤوس إلاّ بقرص الشمس , حتى أنك تظن كل الظن أنها تداعب فروة رأسك بأشعتها الحارقة, تصبح وحدها في تلك اللحظة هي أنيسك و نديمك حتى نهاية يومك. باختصار...
للحكاية الشعبية همس قويّ من عمق التاريخ، هي حكاية امرأة تشكّلت في المخيلة الشعبية في الغرب الجزائري على مسافة غير بعيدة عن مدينة "وجدة" في الحدود بين الجزائر والمغرب الشقيق. ثقول الأسطورة أنّ الحاجة مغنية "مرنيّة" ويعود نسبها إلى منطقة معسكر حسب بعض التوثيق ولدت عام 1757م في أسرة متواضعة، وما...
إنني لا أعرف لماذا كتبت العنوان أعلاه، إنني لم أكتب أبداً قصة بناء على تصميم مسبق، إن الكلمات تصطاد بعضها، تبدأ بسمكة صغيرة، تبتلعها سمكة أكبر فأكبر، حتى ينتهي الأمر بنص يشبه قصة او مسرحية أو رواية أو قصيدة أو أي شيء، ليس من المهم ذلك التجنيس، ليس لأنني أنتمي للمدرسة التي ترفض التجنيس، ولكن...
أعلى