ديمة محمود - فراشة..

كَفراشةٍ نيّئةٍ أُحلّقُ في بيتي/ وقتي الذي أقضيه في المطبخ أقطع بالسكين جزءاً منه للشِّعر وراء الستارة/ لا يعلم أحدٌ أن ثمة قصيدة انسكبت مني وأنا أغسل الأطباق/ وأن إعصاراً من الكلمات اجتاحني وأنا أطهو البامية/ أحياناً لا أجدُ تفسيراً لهذا الزخَم الذي يعتريني وأنا أشوي السمك/ كَالبنْدول تتردّدُ المقاطع في رأسي/ أريدها كذلك – تَتأرجح وتُلحّ –/ حتى لا يجلوها بخارُ القلي ورائحة مساحيق التنظيف/ وقد ألُفها في المنشفة كي لا تبللَّها الرطوبة ريثما تبردُ في الثلاجة/ مراتٍ قليلة جداً أسرعتُ لأدوّن في ملاحظات الهاتف النقال مقاطعي المنبثقة من المطبخ.
*
عندما ينتهي يومي المنزليّ أنظرُ في المرآة/ أتحسّسُ رموشي وعينيّ وشفتيّ ووردتيّ/ ثمّ أنتشي باكتمالي اللّدِن/ طيفُ الشِّعر الذي راودني عند الطبخ يندَسُّ في جديلتي ويأبى الخروج/ عبثاً أتذكرُه فقد هوى شِعري في صحن الحساء/ الذي التهَمه زوجي بِشراهة وقال لي بِالنَّص/ فسري لي لماذا يبدو بعضُ الطعام ألذَّ من غيره/ في مراتٍ أخرى/ يغمزني عند المرآة بِخبثٍ/ لِيَنتشلَ مقاطع الشِّعر من شَعري/ ويطبعَها مع موسيقاه على شفتيّ/ فَتبادرُني تكملةُ القصيدة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى