محمد عبد الدايم - طقوس بدائية.. شعر

أمْسَيْنا سنينًا نُعاقرُ السَّهرَ..
ولمْ نثملْ
حتى إذا صادَفنَا صباحٌ
خبأْنا ذكْرياتٍ تحتَ الحَشايا
طيورًا ذبحناها لنريقَ دماءَها
طُقوسًا أفْتُوا بِنجَاعَتِها في اسْتجلابِ الأمَلِ
ولمْ يفْتوا بأن نرقبَ أجنِحَتَها في السَّماءِ
صوبَ الحُريةِ
لم يُذَكِرونا بأن القطاراتِ لا ترى طريقَ القُضبانِ حينَ المدِّ
فانطلقْنا لنغرقَ
ودَهَسْنا في مَسيرِنا المتعرجِ دُمياتٍ
عاشَت أدوارَ البطولةِ
في قصصٍ هزليةٍ
ينتصرُ فيها الخيرُ الساذجُ
ويتلونُ القيْظُ بالأخضَرِ
وتتعطَّرُ الرياحُ وتصيرُ نسائمَ
نديةً
تُرَطبُ الجسدَ المتْعبَ
بعد ألفِ ليلةٍ وليلة
من الأرقِ المُتكِئِ بِكِرْشِه
فوقَ أنفاسِنا.
*
فِي مِثْلِ هَذِي الْأَوْقَاتِ الْبَارِدَةِ
تَمُوءُ اللَّيَالِي الْحَالِكَةُ،
تَغْفُو الرُّوحُ عَلَى الزِنْدِ
وَتَتَرَقَّبُ طُلُوعَ الأْمَلِ
فِي السَّمَاءِ الرَّاهِبَةِ،
تَقْبِضُ الكَفُ عَلَى مِنْدِيلٍ؛
كَانَ بِالْأَمْسِ
مُوَسَّمًا بِأَحْمَرِ الشِّفَّاهِ
بَعْدَمَا انْتَشَى بِالْقُبْلَةِ الشَّارِدَةِ.


محمد عبد الدايم
  • Like
التفاعلات: مليكة ابابوس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى