عامر الطيب - حرب المرايا.. شعر

الحرب في المرايا
و في الأفعال الجازمة
و بين جسدين عاريين خذلتهما العتمةُ
إذ تخيلَ أحد منهما
أن الآخر قد رأى شيئا من جسده
فأوقد شمعة
ليتأكد من ذلك !



ويلي إذا صرتُ امرأة فجأة
و قطع طريقي رجال
متحرشون
مدّ أحدهم يده نحو مؤخرتي
و لمس الآخر صدري باشتهاء..
ويلي إذا كانت الطريق طويلة
و ملأ جسدي الحنين
إلى حياتي القديمة
كرجل يسيطر على حذره من الأشياء!



صرنا وحيدين وقد انتهى
المشهد الأخيرُ من الفلم
بعد أن قبّلَ البطل صديقته
في البرد
و فرغت القاعة
فخرج المتزوجون و الأطفال و الجنود المجازون..
أردنا أن نفعل شيئاً في المكان الموحش
لكننا خفنا من أن تكون القبل هي
السبب الأخير لنهاية العالم!



الأغنيات الصاخبة
لا تستطيع أن تعبر عن شجن الأشياء
الذي يحفر ببطء
و حذر
و يتحرك صامتاً مثل بهجة النبع
شجن الأشياء نصفه بسبب التعثر
و نصفه الآخر
بسبب النهايات السعيدة للأقدام!

….

عندما انتبه آدم لنفسه عارياً
حاول أن يغطي عورته بيديه
لكن فطرته أوهمته أن اليد عورة أيضاً
ففكر بم يغطي يده
و طلب من زوجته أن تصنع له بنطلوناً
و منذ تلك اللحظة
و المرأة تود أنْ تلبس البنطلون
ليسهل لها حرية القفز بأمان
من أعلى الأخطاء إلى الأرض!



أفكر بك بصوت عال
ليس من أجل أن أقول شيئاً أو أعبر عن حاجة ملحة
إنما لأنها حياتي العظيمة
حياتي التي تتطلب مني أن أصير
جرساً ضخما بين الشرق والغرب
يرنّ
فتذهب شعوب إلى النوم
و تذهب شعوب أخرى لمقابلة أحد ما!



أنا الفكرة الصغيرة التي تحاولين التخلص منها بصوت عال
ها أنت مثلي تبذلين جهد الرسامين
في الليل
لتشويه الوجوه الصغيرة
على الخشب!



لا تجمد يدٌ إلا لأنها يد
فلو كانت شعرة
أو ريشة
أو رقبة لما جمدتْ
لكنها إذا صارت
شعرة
أو ريشة
أو رقبة ثم جمدت أيضاً
فان ذلك سيجعلنا خائفين من التلاعب
بجسد المراة
و عاجزين بالنسبة للكتابة عن البرد!



الحدث الأكثر مشاهدة على اليوتيوب
ستكون قبلة لرجل آلي
يمسك شفتي امرأة بمفك ساخن
ويضغط عليهما
فتتأوه طالبة منه
بأن يرفع يده
إلا أنه يتحرج من أن يسمع كلامها
فيصير إنساناً!
شارك هذا الموضوع:



عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى