أشرف فياض - تشققات جلدية.. شعر

وطني مرّ من هنا
منتعلاً حذاء الحرية
ثم مضى بعيداً تاركاً حذاءه وراءه!
كان يركض بإيقاع مضطرب.. مثل إيقاع قلبي!
قلبي الذي كان يركض باتجاه آخر دون مبرّر مقنع!
حذاء الحرية كان مهترئاَ، بالياً، ومزيفاً!
مثل باقي القيم البشرية بمختلف مقاساتها.
كل شيء تركني خلفه ومضى.. بما في ذلك أنتِ.
الحذاء اختراع محيّر
يثبت عدم أهليتنا للعيش على هذا الكوكب!
يثبت انتماءنا لمكان آخر لا نحتاج فيه للمشي كثيراً.
أو أن أرضيته مفروشة بالسيراميك الرخيص.. الزلق!!
ليست المشكلة في الانزلاق بقدر ما هي مشكلة الماء.
ومشكلة الحرارة، والزجاج المكسور، والأشواك، والأغصان المتيبسة، والصخور المدببة!
الحذاء ليس حلاً مثالياً
لكنه يؤدي الغرض المنشود بطريقة ما.
تماماً مثل العقل..
ومثل العاطفة.
عاطفتي انطفأت منذ رحلتِ آخر مرة، ولم أعد قادراً على الوصول إليكِ..
منذ احتجازي داخل صندوق اسمنتي مطعّم بالقضبان المعدنية الباردة..
منذ نسيني الجميع، بدءاً من حريتي.. وانتهاء بحذائي المصاب بأزمة في الهوية!
أشخاص قد تعرفهم
قرر الإنسان أنه ليس كباقي الحيوانات
ثم أطلق على نفسه إنساناً..
وبدأ في البحث عن سبب وجيه واحد
لكونه بهذا الشكل
وفي مكان ما.. ضلّ الطريق!!
.
(أشرف فياض)
فلسطين
حبيس سجون آل سعود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى