محمد آدم - لمَ كل هذا الألم يا إلهى.. شعر

ستون عاماً من الحزنْ
و أنت تكتفى فقط بالمراقبةِ
أغلقت عليك باب حجرتك الواسعة
وأخذت تدخن الأرجيلة
فوق غرف الشرائع وحمامات الدم
وأنا أنتظرك أن تأتى لتقول لى أى شىء فى هذه الرحلة المدوية
والتى بدأت من وأوأةِ الطفولةِ
وحتى غرقى فى الترعِ
والمستنقعاتِ
وجريى وراء المحاريث فى الليلِ
ومروراً بجمع اللطع والفراشاتِ
وتسلق شجرات الجميز الراسخةِ
والتقاط حبات التوتِ المعجونةِ بالترابِ والروثِ
ومروراً بكل تلك المقابر التى تملأ الهواءْ
وتسدُّ عين الشمس
إلى أن صارت حتى المخابز العمومية لا تنتج سوى الألمِ الفردِ والدود
وها أنذا أجلس على الرصيف المقابل
وأنتظر شارة الخلاص
تعالى إلى يا حبيبتى تعالى
فها هى الشمس قد غابتْ
وأخذ القمر يتثاءب على مائدتىْ
ولم يعد بعد فى كأس خمرى سوى قطرتينِ بائدتينِ
من الزمنْ
ولا تتركينى كالمعلقةِ
أو لوحة من لوحات فان جوخ المرمية على الأرض
أدور كالضليلِ على الأبوابِ والشبابيكِ
وغرفِ العنايةِ المركزةِ
وأنا
أفتش عن آثار نعليك العابرة
بوجةٍ
من قصديرْ
فوق طاولاتىْ!!



محمد ادم
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى