مصطفى الشليح - القصيدة.. التي لا تنتهي

لأمِّي نشيدُ الواقفين على السَّفح = كأنْ ليلة أولى إلى حكمةِ الجُرح
كأنْ لفحةٌ بالطَّيب .. تمنحُ نفحَها = مراوحَ منْ طيبٍ .. تهبُّ على نفح
كأنْ لمحةٌ خضراءُ .. منْ ألق البهـا = تشدُّ إليها .. روحَها .. حرَّة اللَّمح
كأنْ منحةٌ بيضاءُ .. رائحةً .. يـدًا = وآتيةً .. منهَـا .. يــدٌ .. ثرَّةُ .. المنح
كأنْ لوحةٌ .. والغيبُ جنَّحَ غيمَها = سماءً .. كأنْ قلبي بها مفردُ اللَّوح

لأمِّي عيونُ الأرض.. أسبلتِ الرِّدا = نداءً فقالَ العشبُ للماء: ما بوْحي ؟
وقالتْ ليَ الأرضُ الخبيئةُ في دم = أمنْ ضمَّةٍ للأمِّ .. كنتُ إلى الصَّرح
أم الدَّمعُ لي أرعى .. مسافتَه هنا = إذا ما هُناكَ الآنَ يسعى على رمح
أم الوجعُ الراقي .. يحدِّثُ مسنِدًا = إلى عمريَ الباقي المواجعَ باللَّفح ؟

لأمِّي .. الذي لمَّا أقلْ .. رؤيةٌ غفتْ = ولمَّا أقلْ .. والعُمرُ .. أقصرُ منْ مدح
وأقصرُ .. مـنَ رؤيـاكِ قدسيةً رأتْ = بعينيَّ جرحًـا قَـدْ تفتَّحَ .. عَنْ جُرح

فقالتْ .. إذا ضمَّتْ عليَّ جناحَها = كأنِّيَ.. لَمْ أكبُرْ: .. حنانيكَ كالصُّبح
فلا حزنَ .. تذروه عليكََ .. ولا بُكـا = رأيتكَ .. إذ تحنو عليكَ جذى القدْح
رأيتكَ تدنو منكَ .. حتَّى إذا شكـا = إلى عُـمْـرهِ قلبٌ .. رأيتكَ .. بالسَّفـح
وقفنا .. على أسمائِنا في حقيقةٍ = فما همَّنا .. إلا الوقوفُ على الرَّوح
فيا ولدي لا تبكِ .. خذ لحظةً يَدِي = وقلْ لي: فيــا أمِّي أكنْ كِلْمَةَ الفوح

لأمِّي .. أنـا .. مـا قلتُ إلا: .. أقبلةٌ = إلى يدكِ العليا .. لأقرأ .. ما لوحِي ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى