عامر الشقيري - قفز حر..

توقف على سطح البناية الشاهقة لخمس دقائق... ماذا شاهد؟
سرب حمام مضطهد يطالب بلجوء إلى سماء محايدة!
كفيل يتمشى في الشارع مضطرب الخطى.
المدير في المكتب يتثاءب الآن، يغلق النافذة ويمرر يده على كرشه المندلقة.
شجرة تتعرى على رصيف مبلول بماء الشطف وشرطي يحرر مخالفتين: واحدة للشجرة وأخرى لطفل يترنح على سطر إملاء ..ربما تحت بند: ألفاظ نامية !
قفز الرجل أخيرا ولثوان عبر في رأسه مشهد متخيل للطفل يحمل حقيبة مدرسية ويقف على الرصيف.. ثم أغمض عينيه وظلت صورة الطفل مطبوعة في رأسه.
هل ندم على القفز ؟
لا أحد يدري.
فالرجل يهوي منذ الأزل ..وليس ثمة قاع !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى