نزار حسين راشد - كلام في الحب

أتسلّقُ أحلامي إليك،أعرّشها على نوافذك العالية،مثل نبات اللبلاب،أعدتِ إليّ زينة الدنيا،بعيد أن تساقطت أوراقها في خريفٍ مبكّر،أعدتني إلى شغب الطفولة،وتهوّر الصبا وشغف الشباب،واختصرتها معاً في لحظة عمر..
،هجرتُ قصائدي العالية،وتعابيري الفخمة،وأصخت بسعادة إلى أغاني صباح بالعامية المصرية: ساعات..ساعات...أحبّ عمري...واعشق الحياة..
كل ذلك لأنّك أغريتني بطفولتك العذبة،أن أحضن تفاصيل العالم الصغيرة،وأن أعيش يومياته،بعد غياب طويل،وعندما تترنمين،مفرقعة بأصابعك،وواضعة ساقاً فوق ساق،ومرخية كسرات تنورتك الفضفاضة، على شُقرة ساقيك الوضّاءتين،لا يكاد يسعني جنون الحياة،فأركض محاولاً الإمساك بفرح العالم،وألحق بخطواته،المهرولة نحو اللامكان..
أرسم لك في خيالي صوراً،توشّح وجه الغياب،وحين يطغى حضورك،تتوقّف الفرشاة في يدي،ويسود الخشوع،وتبدأ حلقة الذّكر،فندور في دوائرها منتشين..
أضيع في إثر تلك الخطى، ولا أسأل عن دربٍ أو دليل..
لا تسأل عن تيهي بحراً أو صحراء،ففي غمرة هذا الضياع الجميل،استعدت معنى الجهات...
استعاد الضّوء سرعته،والظلّ ثباته،رقرقت الجداول، واستقرّ الحصى في قاع الماء،وارتسم العالم في لوحةٍ بديعة..
لا يهم كيف أتحدّث عنك،أو كيف أرسمك في عيون خيالي،لأنني حين أراك رأي العين،تصدق ظنوني،على أي هيأة كنتِ،ويغيض الخيال،مفسحاً مكانه لتجليات الحضور،الحياة ذاتها، في أكمل ما تكون عليه.
نزار حسين راشد
  • Like
التفاعلات: ليلي أسامة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى