عبد الحميد باحوص - العصا.. قصة قصيرة

لم يعرف حتى تلك اللحظة التي كان يتحدث فيها مع ابيه، كيف رسخ في ذهنه أن العصا قد خرجت من الجنة؟؟
قال في نفسه، هذه فرصة لا تعوض، لماذا لا اناقش الأمر مع ابي لعله يفيدني أو يبدد شكوكي وحيرتي.
قال الاب، انا كذالك، قد سمعت هذه العبارة حين كنت صغيرا ولازمتني حتى كبرت، ولم اسأل في يوم
من الأيام عن مصدرها؛ لكن الشيء الذي يمكن أن اؤكده لك. يا ابني أن ابي أي جدك، كان لا يتوانى عن أن يضربني بالعصا، إذا زغت عن الطريق، ربما لهذا السبب والاعتقاد الديني أنها تقوم المعوج ليصبح مستقيما ومن ثمة يذهب إلى الجنة؟؟
ابي لم يكن مقتنعا بهذا التفسير وبكل تلك الأفكار التي ترسخ في الذهن عشوائيا، دون تمحيصها ومعرفة صدقها من عدمه. لذلك كان يقول لي على سبيل الدعابة والمزح والسخرية، إذا كانت العصا قد خرجت من الجنة، وهو أمر سلبي، فإن الموز قد خرج من الجحيم، وهو أمر إيجابي.
ابي يعرف جيدا ان ابن جيراننا رؤوف، كان ضحية سوء تربية وافراط كثير في استعمال العصا من طرف والده كلما ارتكب مخالفة ولو كانت بسيطة جدا. انظر إلى رؤوف، يقول لي ابي وتأمل جيدا في أمر عصا ابيه التي قد خرجت من الجنة، ماذا فعلت به؟؟
رؤوف يصيح، يصرخ بأعلى صوته، يقول كلاما غير مفهوم، هلوسات.. احيانا كثيرة افيق على وقعها مصدوما، واقول في نفسي: لو فكر والد رؤوف في أن يمنحه كل يوم موزة لما وصل إلى هذا الحال السيء، واتذكر في الوقت نفسه ابي الذي قال لي يوما على سبيل الدعابة والمزح والسخرية:
- اذا كانت العصا قد خرجت من الجنة، فإن الموز قد خرج من الجحيم.

عبد الحميد باحوص
دروموندفيل/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى