محمد علي الرباوي - حَـبِـيـبِـــــي.. شعر

بـمَرٍّ تَـمُرُّ الْغَزَالَـةُ فَجْرَا = فَتَنْثُرُ فِي الرَّمْلِ مِسْكاً وَسِحْرَا
فَرَيَّمَ عِشْقُ الْغَزَالَةِ بِالْقَلْـ = بِ إِذْ شَقَّ فِي مَدْغَلِ الْعُمْرِ غَمْرَا
وَرَشَّ عِظَامِي أَرِيجُ الْحَبِيبِ = فَصَيَّرَنِي الشَّوْقُ فِي الْقَفْرِ نَهْرَا
حَبيبِي.. بِهَذَا الزَّمَانِ انْكَسَرْتُ = فَكَيْفَ أُعِيدُ مَعَ الدَّجْنِ بَدْرا
وَهَذَا الْخَرَابُ الْكَثِيفُ رَهِيبٌ = يُهَدِّدُ كَالْمَوْتِ صَدْراً فَصَدْرَا
حَبِيبِي بِأَرْض الْجَزيرَةِ شَيَّدْ = تَ حِصْناً هَدَمْنَاهُ سرًّا وَجَهْرَا
نَشَرْتَ الْكِتَابَ وَقُلْتَ اجْعَلُوهُ = رَبِيعاً لِكُلِّ الْقُلُوبِ وَعطْرَا
هَجَرْنَاهُ هَجْراً رَهِيباً وَرُحْنَا = إِلَى الرُّومِ نَطْلُبُ شَمْساً وَبَدْرَا
مَلَأْتَ حَيَاتَكَ بِالْكَوْثَرِ العَذْ = بِ رَتَّلَهَا الْقَلْبُ لَيْلاً وَفَجْرَا
وَنَحْنُ مَلَأْنَا الْحَيَاةَ عَجَاجاً = شَرِبْنَا بِأَكْواِبِهَا الْخَمْرَ جَمْرَا
هَجَرْتَ إِلَى الشَّمْسِ تَطْلُبُ فِي الشمْـ = سِ نُوراً طَهُوراً وَتَطْلُبُ سِتْرَا
وَنَحْنُ إِلَى الْغَرْبِ نَطْلُبُ دُنْيَا = فَضاعَتْ فِلَسْطينُ شِبْراً فَشِبْرَا
.....................................
لِأَنَّ الْقُلُوبَ مُغَلَّقَةٌ = دَخَلْنَا الْمَتاهَاتِ ظُهْراً وَعَصْرَا
لِأَنَّ الْقُلُوبَ مُغَلَّقَةٌ = مَلَأْنَا الشَّوَارِعَ عُرْياً وَعُهْرَا
إِذَا لَمْ تُبَادِرْ إلَيْنَا حَبِيبِي = خَسِرْنا حَيَاتَيْنِ: دُنْيَا وَأُخْرَى

الرباط: 15-06-1999


هامش:
- في الحديث الشريف "بَطْنُ مَرٍّ" هو موضع قرب مكة
- رَيَّمَ بالمكان : أقام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى