أمل الكردفاني - الكويكب.. نص غير مجنس

✍ وقالت -على فراش الموت- لابنتها:
-تقبلي كل قدرك...
لا تحاولي صناعته...
فخلف العماء كويكب صغير
يحدد أيام طمثك...
ثم عبرت...
.
.
واعتصر حزام اليأس خصر حلمها الصغير...
هناك كويكب
-رفعت رأسها للسماء-
يحدد خصوبة الربيع...
.
.
تقول الأقاصيص القديمة السعيدة..
بأن تلك التقت بأمير
كان يتبع حذاءها..
وتقول أخرى..
كان ضفدعا مسحورا...
أما هي..
فكان هناك كويكب صغير
خلف العماء..
يضطجع بين فخذيها..
سكرانا...
يهذي..
يسب وحشة العماء...
ورائحة مهبلها المتقيح
.
.

ثم مرت بعجوز
وهي تغطي
نافذة القدر..
ابتسم وقال:
- هل تستطيعين الرقص يا صغيرة؟
قالت:
- لا أعرف ..
قال:
- هيا...جربي...
أخذت تتمايل
على إيقاعات الريح الصاعقة على الأعشاب البرية..
يمينا ..يسارا..
يسارا.. يمينا..
وكان العجوز يدخن بابتسامة واسعة..
- كنت راقصا في مثل عمرك...
وهأنا أخشى أن أتغوط الصباح
فيسقط ظهري مع طقم أسناني.
-ضحكت-
قال جزلا:
- هيا ..هيا.. ارقصي يا صغيرتي..
تمايلت بسعادة خائفة وببطء:
يمنة..يسرة...
يسرة... يمنة...
.
.
.
تذكرت كويكبها مرة واحدة
طوال هذا الشهر
.
.
ودخلت إلى المدينة الواسعة...
هناك خيمة ضخمة من شعر العناكب..
وعميان يصبغون وجوههم...
فتسللت وسرقت خبزهم...
وإذ شبعت
التهب ضميرها بالخزي...
كان العميان تحت خيمتهم..
يلعبون الورق...
ويدخنون كالعجوز..
همست:
- من اخترع الدخان؟
قال العميان:
- شخص حاول حرق المرارة في جوفه..
- لا تطلبي الخبز في هذه المدينة..
قالوا ثم أضافوا:
- بل اسرقيه يا صغيرة..
فهنا كلنا نسرق لنعيش...
ارتعبت وفرت وهم يقهقهون ضاحكين...
.
.
.
نسيت كويكب الدم..
.
.
فنهداها تكورا..
وحوضها أصبح ثقيلا..
فأصبحت راقصة
تسرق الزبائن وهم سكارى...
.
.
ونسيت أمها تماما...

~*_تمت_* ~


الكردفاني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى