صالح رحيم - CV.. شعر

ولدتُ في العاشر من مايو
في السنة الرابعة والتسعين من القرن العشرين
وقد كان والدي في السجن
فتجرعتُ المرَّ في المهدِ
حتى صار طعمه حلواً،
وتغنيتُ وحدي في حظيرة الأصدقاء والأحبة،
كان جدي رحمه الله
مغرماً بالنبيِّ صالح وبناقته التي عُقِرتْ
فسمَّاني تيمناً بإسمه،
ولما كبُرتُ رأيت الناس يعقرون كل شيء
رأيتُ الناس يعقرون الناس!
وأنا لستُ نبياً لأنهى،
أنا مجرد صالحٍ لا ناقة له في هذا العالم
ولا جمل،
صالحٌ رأى الجمل يتطلع إلى نجاته من ثقب الإبرة!
*
عمرتُ الأرضَ بالنخيل
ومن دمي شربت براغيث الأرض النائية
ولا خبرة لي سوى رعي المياه
أضع المسحاة على كتفي وأسير في وسط
الساقية
وفي الطريق
تصير الأغنام مرعى
والنخل يرتع ..
*
لم أكُ على علمٍ بالفجرِ
ولا بالضحى
كان الوقتُ ليلاً
والسيارةُ تسيرُ بي
من ظلامٍ إلى ظلامٍ
ولكني فجأةً رأيتُ عُشَّ الحمامة
وبقربه أخي الصغير:
يصفق بيدٍ واحدة !
*
أنا بناءُ مناحات
كلُّ أرضٍ أطأها
أترك فيها صرخة،
الصرخة بدورها تمضي
فتبقى آثار أقدام الصدى
*
عملتُ نادلاً أيضاً
في مطعم الخسارات
أطمئن الزبائن بقصص من أيام سود
وأعرض عليهم تاريخَ شعوب العالم المتأخر
أقص عليهم حكاية ذا النون النبي
وأفترض لهم حوتاً كبيراً بحجم أمريكا
وللنجاة أقول لهم : اكفروا..
*
هذه سيرة ناقصة لأبٍ عاطلٍ عن العمل
مات في العاشر من مايو
في السنة الرابعة والتسعين
من القرن العشرين
وهو اليومَ يعيشُ مماته
بشكل طبيعي جداً
مثل أيِّ سيارةٍ
تتعرض ببطء لنفاد الوقود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى