نزار حسين راشد - نور ونار..

أن تفتح قلبها للحُب وتمحض روحها للعفًة، فهذه راهبة الحُب، ترفُّ هنا، وتعفُّ هناك، توافي هنا، وتُجافي هناك، وبين هذا المدِّ والجزر، تراوحت أمواج عمري: أيّاماً ، شهوراً، سنيناً!

ُلا أدري فقد فقدت حاسّة العد، لم ترتشف النّحلة الرّحيق، ولكنها هامت بالتويج، منشية باللون، وبالزهرة المغضية، وهذا الحياء المتبرّج للنور، في تلك الواحة المتعالية على نداء الطين.

أن يتحوّل الحُبُّ إلى إعجاب، فهذه مخالفةٌ لمنطق الإرتقاء، ومغايرة لخط الصعود والهبوط ، ومسايرةللامتثال والاستواء.

البريق لا يخفت بمرور الأيام، ولا تفقد الماسّة وهجها، ويمُرّ الشعاع، هازماً تطاول المسافة، ومشيعاً في الأوصال التي أبردها البعد حرارة الحياة.

لقد بدأنا حواراً ظلّت جماره متقدة فوق رماد الضرورة، وخيانة الرغبات، وخذلان الأمكنة، وكأننا نحلّق في سماءٍ تتّسع لكلينا دون مزاحمة، ولا نزال نطلّ من هذا العلو، متشوفين أن تتكامل الأقدار، وينتهي كُلٌّ إلى غايته، فالقلوب المسكونة بالحب لا تحبط ولا تهزم، ولا تكُفّ تلقي حبال الود في بئر الحياة التي يعدو عليها الجفاف، وتغزوها تشققات اليأس.

فدعينا نحمي سُرُجنا بأكفّنا من أولئك الذين يحاولون إطفاءها بالأفواه.

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى